#
​العلاقات المصرية الفرنسية …. تعاون على كافة الأصعدة منذ سنوات

​العلاقات المصرية الفرنسية …. تعاون على كافة الأصعدة منذ سنوات

تستعد مصر لاستقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، اليومفي زيارة هامة تشهد توقيع اتفاقيات وصفقات ومناقشة العديد من القضايا السياسية.

زيارة هي الثانية منذ عام 2015 أثناء افتتاح قناة السويس الجديدة، والتي تلتها حوالي 13 زيارة لمسؤولين ووزراء فرنسيين إلى القاهرة، تاريخ طويل من العلاقات ربط مصر وفرنسا، مقومات عديدة على كافة الأصعدة الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية أتاحت للبلدين التمتع بعلاقات مثمرة وبناءة.

التعاون السياسي

فعلى الصعيد السياسي، لم يكن تقارب وجهات النظر وتطابق الرؤى بين القاهرة وباريس هو المشكل للعلاقات السياسية فحسب بل شهد التاريخ الحديث العديد من الزيارات والتعاون المثمر في عهود الزعماء شارل ديجول، جيسكار ديستان، فرانسوا ميتران، جاك شيراك، نيكولا ساركوزي وحتى عهد الرئيس الحالي فرانسوا أولاند.

التعاون الاقتصادي

أما من الناحية الاقتصادية، فتعد فرنسا هي المستثمر الأجنبي السادس في مصر حتى عام 2016، كما تعمل حوالي 150 شركة فرنسية بالبلاد وتوظف ما يقارب الـ33 ألف شخص، ويصل إجمالي تعاقدات الوكالة الفرنسية للتنمية فيما يخص الطاقة النقل الحضري..إلخ، إلى نحو مليار يورو.

إضافة إلى ذلك لعبت فرنسا دورا كبيرا في تمويل مشروعات تنموية هامة تتزامن مع الخطة لإصلاحية التي تنتهجها مصر، حيث حصلت مصر منذ عام 1974 وحتى 2008 على ما يقرب 27.9 مليار فرنك إضافة إلى 700.75 مليون يورو من خلال توقيع 40 بروتوكولا وتمويل مشروعات خاصة بالنقل والكهرباء والصناعة والطيران والإسكان والصحة والتعليم إضافة إلى أن حجم التبادل وصل إلى 3.1 مليار دولار في 2013.

أما في عام 2014، وأثناء زيارة الرئيس السيسي لفرنسا، فقد تم توقيع 3 اتفاقيات هامة الأولى خاصة بتطوير مترو أنفاق القاهرة، والاتفاقية الثانية مع الوكالة الفرنسية للتنمية وهي الهادفة إلى توصيل الغاز الطبيعي إلى عدة محافظات وبلغت تكلفتها 70 مليون يورو، أما الاتفاقية الثالثة فهي أيضا مع الوكالة ذاتها وتهدف إلى تمويل الشركات الصغيرة بالمناطق العشوائية والفقيرة وذلك بتكلفة 80 مليون يورو.

يذكر أن فرنسا كان لها دور كبير في إقامة العديد من المشروعات التي تعتبر عصب الحياة بالنسبة لأبناء الشعب المصري ومنها:

مترو الأنفاق بالقاهرة، مشروع القمر الصناعي المصري النايل سات والعرب سات وإحدى شبكات التليفون المحمول، المساهمة في إنشاء مكتبة الإسكندرية، إقامة مشروع الغاز الطبيعي، وإعادة تأهيل مصنع أسمنت السويس ومعمل تكرير البترول بالإسكندرية.

التعاون العسكري

التعاون العسكري بين البلدين يعد جانيا في غاية الأهمية والحوار الدائم حول الملفات الإقليمية وملف مكافحة الإرهاب مطروح دائما على مائدة الحوار بين القاهرة وباريس، وإلى جانب وجود هذا الحوار يوجد أكثر من 70 نشاط تعاون فيما يخص التدريب المشترك والحوار الاستراتيجي في مجال الدفاع بين مصر وفرنسا، كما سيشهد عام 2017 إنشاء لجنة عسكرية كبيرة يتولى رئاستها رؤساء أركان من الجيشين.

فالتعاون بين البلدين شمل أيضا إمداد مصر بالعديد من الذخائر الفرنسية الصنع كطائرات ميراج والألفاجيت وأجهزة الاتصال والإشارة إضافة إلى استمرار تبادل الخبرات منذ السبعينيات وحتى الآن.

كما شهد عام 2015 توقيع عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح بين الجانبين، حيث ستلزم تلك الاتفاقيات فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز “رافال” إضافة إلى الفرقاطة متعددة المهام “فريم” إلى مصر، إلى جانب عدد من الأسلحة والذخائر.

من جهة أخرى قام الجانبان المصري والفرنسي بتدريبات مشتركة بدأت في عام مايو 2014 وانتهت في يونيو 2014 والمعروفة باسم “كليوباترا”، والتي نفذتها القوات البحرية بالتعاون مع نظيرتها الفرنسية في المياه الإقليمية الفرنسية أظهرت مدى الدقة والكفاءة التي تتمتع بها القوات البحرية.

التعاون الثقافي والتعليمي

في مجال التعليم يدرس حوالي 2500 طالب في 13 شعبة داخل الجامعات، إضافة إلى 7000 تلميذ بـ11 مدرسة فرنسية معترف بها رسميا.

كما يتعلم حوالي 14 ألف شخص بالمعهد الفرنسي بمصر، بينما يدرس 2000 طالب مصري في فرنسا بينهم 65 حاصلين على منح دراسية، وذلك وفقا لإحصائيات أوردتها السفارة الفرنسية بالقاهرة.

وشهدت العلاقات المصرية الفرنسية في جانب التعليم تبادل لبعثات التعليمية إلى جانب برنامج منح تمويلية للجانب المصري، كما تشارك مصر في المعهد العالم العربي بباريس، وهو مركز ثقافي جاء ثمرة تعاون بين فرنسا و اثنين وعشرين بلدًا عربيًا، ويعد هذا المعهد “جسرًا ثقافيًا” حقيقيًا بين فرنسا والعالم العربي.

تعتبر الثقافة الفرنسية من أكثر الثقافات التي فرضت نفسها على المجتمع المصري والتي ساهمت في تطوير وتشكيل الشخصية المصرية في الماضي، فكانت فرنسا هي أولى وجهات البعثات التعليمية وقصدها العديد من المفكرين والسياسيين المصريين.

ارتبط الأدباء المصريين بالثقافة الفرنسية في الماضي لدرجة دفعت الأديب طه حسين إلى اعتبار عامي الحملة الفرنسية ما هو إلا بداية دخول مصر لمرحلة من النور والازدهار الثقافي والعلمي وليس احتلالا عسكريا، بعد أن أمضت قرون في الظلام نتيجة حكم فرض على البلاد.

2016-04-17