#
مكرم: الشباب المصري بالداخل والخارج يلقى اهتماما كبيرا من القيادة

مكرم: الشباب المصري بالداخل والخارج يلقى اهتماما كبيرا من القيادة

أكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن الشباب المصري سواء بالداخل أو بالخارج يلقى اهتماما كبيرا من القيادة السياسية والحكومة ليكون قادرا على تحمل المسئولية في المستقبل.

جاء ذلك خلال استقبال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الثلاثاء لوزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، يرافقها وفدا من شباب الدارسين المصريين بالخارج.

وعقد اللقاء في إطار مبادرة “شباب الدارسين بالخارج” التي تنظمها وزارة الهجرة، تماشيا مع رؤية مصر لدمج شبابها في عمليات التنمية المستدامة، لمساعدة وطنهم بتخصصات دراستهم، وتنظيم زيارات ميدانية لهم إلى المشروعات القومية والجامعات المصرية، لتعريفهم بما يحدث من طفرة في التعليم العالي بمصر، وكذا الرموز الدينية، ومعرفة ما يجري على أرضها من تنمية، وحتى يتعرف الوفد على طبيعة الأوضاع الداخلية في مصر وما يواجهه هذا البلد من تحديات ومخاطر في المرحلة الراهنة، وإعلامهم بفرص التعليم بمصر أيضا.

ووجهت الوزيرة الشكر لقداسة البابا تواضروس الثاني على استقباله لوفد من شباب الدارسين بالخارج.

وقالت إن ما يحدث في مصر من تنمية يجب أن نسلط عليه الضوء وإظهار الإيجابيات التي تحدث في بلادنا مصر، وعلى سبيل المثال ملف أزمة العالقين، وكانت وزارة الهجرة جزء من إدارة هذا الملف، وكان لدينا أكثر من 100 مصري من المسلمين والمسيحيين عالقين في كينيا، وإنها تواصلت مع قداسة البابا تواضروس لإصدار توجيهاته لاستضافة الكنيسة هناك لهم، لأنه لا يوجد جالية مصرية هناك، مشيرة إلى أننا شعب واحد وهذا كفيل بالقضاء على الأفكار المتطرفة، كما أن ما حدث دليل على التلاحم والمحبة بين الشعب المصري بكل أطيافه، وهذا ما جعل مصر حتى الآن واقفة على قدميها وسط كل هذه التحديات.

وتابعت وزيرة الهجرة: جميعنا سمعنا مقولة البابا تواضروس “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”، وهذه المقولة كانت كفيلة للقضاء على قضايا التطرف في وقت كان هناك هجوم على الكنائس في مصر، موضحة أن هذه الدولة محمية من الله في ظل كافة التحديات التي تواجهها.

ونوهت إلى أن لقاء قداسة البابا تواضروس، فرصة لتعريف شبابنا الدارسين بالخارج بدور الكنيسة المصرية فهي منبر للوسطية والاعتدال ليس في مصر وحدها، ولكن في العالم كله، مؤكدة أن الكنيسة مشهود لها دائما بالوطنية وتقف مع الوطن في كافة المواقف.

من جانبه، أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن سعادته بهذا اللقاء، وقال: “أوجه خالص التحية للسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، على حرصها الدائم لجمع شبابنا في الخارج، فقد كانت هذه أحد الأحلام التي نسعى لتحقيقها، وكان هذا الحلم يقف أمامه عقبات كثيرة ولكن اليوم بفضل الصلوات الكثيرة وجهد وزيرة الهجرة سمح الله لهذا الحلم أن يتحقق”.

وأكد أن الكنيسة في امتدادها تعمل كأنها أم، وهذه الأم دائما تبحث عن أبنائها، ومصر هي سيدة الحضارة وهي التي قدمت الحضارة للعالم كله ومن هذه الحضارة كانت الحضارة المسيحية ممثلة في الكنيسة المصرية الوطنية، ولذلك لنا الفخر ليس في مصر فقط بل في كل العالم بالكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية بتاريخها بإيمانها بتراثها بقديسيها وبألحانها.

وتابع قائلا، “كل بلاد العالم في يد الله ولكن مصر في قلب الله، فمصر هي التي احتضنت العائلة المقدسة ومصر التي حظيت بالتاريخ الديني العظيم ومصر لها هذا العمق في الزمان وفي التاريخ وفي الجغرافيا ولها العمق في الحضارة ولذلك نحن نفتخر بها كثيرا، ففي مصر بركة خاصة نسميها الأراضي المقدسة مثل فلسطين التي ولد بها المسيح، مصر التي تهتم بالشباب ونرى الحكومة هنا في مصر تهتم بالشباب كثيرا”.

ووجه البابا تواضروس الثاني عدد من النصائح للوفد الشبابي قائلا: الشخصية المصرية لا تعرف العنف، ونأخذ من نهر النيل روح العبادة ونحن مصريون مسيحيون متدينون ومسلمون متدينون، ولكن تدين هادئ بدون عنف، ووجودنا بجانب بعض والعيش بجانب بعض جعل بيننا وحدة وطنية، فمصر بها وحدة وطنية طبيعية خلقها الله بداخلنا وهذه هي طبيعة مصر.

وتابع: من المراحل التي تشكل الإنسان هي فترة الجامعة، ووقت التعلم لابد من الحرص على التعلم من كل أستاذ تعلمت منه، ويجب أن تكون شخصية متوازنة ومجتهدة لا تنجذب للتيار ولابد من الاختيار الصحيح، فضلا عن الأمانة في العمل ومع الغير، ويجب أن تنجحوا في دراستكم ومن يرغب في العمل داخل وطنه فمرحبا به، ومن يرغب في استكمال دراسته والعمل خارج مصر فله مطلق الحرية، ولكن اجعل دائما وطنك في قلبك ولا تنساه. وخلال اللقاء، تم فتح باب الحوار بين قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد الشبابي، تم التطرق خلاله إلى العديد من الموضوعات ودور الكنيسة المصرية في تجديد الخطاب الديني لمواجهة الأفكار المتطرفة.

بدورهم، أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم البالغة بلقاء البابا تواضروس الثاني، ووجهوا الشكر لوزيرة الهجرة على إتاحة الفرصة لعقد هذا اللقاء.

2020-10-27