#
مسئولون أفغان: طلبنا مرارا من قطر إغلاق مكتب طالبان بالدوحة ولكن دون جدوى

مسئولون أفغان: طلبنا مرارا من قطر إغلاق مكتب طالبان بالدوحة ولكن دون جدوى

كشفت دورية (جلوبال سيكيورتى) العالمية المتخصصة فى شئون الدفاع عن مساع متكررة من حكومة أفغانستان لدى قطر للمطالبة بإغلاق المكتب السياسى لحركة طالبان الإرهابية الموجود فى الدوحة.

ونقلت (جلوبال سيكيورتى) عن مسئولين أفغان قولهم” إنهم طلبوا مرارا من القطريين إغلاق المكتب ولكن بلا جدوى وأن الجانب الأفغانى طلب من الولايات المتحدة عونا فى تحقيق هذا المطلب.

وأشارت الدورية المتخصصة إلى أن الرئيس الأفغانى أشرف غنى بحث هذا الأمر مع نظيره الأمريكى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى بعدما تبين أن استضافة قطر لمكتب طالبان الوحيد على مستوى العالم لم يسهم بالقدر الذى كان مأمولا فى تحقيق السلام فى أفغانستان من خلال الحوار، وهو ما كانت تروج له الدوحة.

ونوهت المصادر الأفغانية للدورية الأمريكية بأنه قد بدا بوضوح تام استخدام قطر مكتب طالبان الموجود فى عاصمتها الدوحة كورقة ابتزاز وليس للإسهام فى بناء السلام فى أفغانستان كما يدعى القادة القطريون.

وكان فايز الله كاكار سفير أفغانستان فى قطر قد صرح مؤخرا لإذاعة (صوت أمريكا) بأن بلاده لم تتلق إلى الآن أية استجابة إيجابية من جانب الحكومة القطرية لإغلاق مكتب طالبان فى الدوحة الذى لا ترى أفغانستان أى جدوى من استمراره منذ العام 2013 كغطاء سياسى لمنظمة إرهابية مثل طالبان، وأن الاستخبارات الأفغانية تبين لها أن قادة طالبان يستخدمون هذا المكتب منصة للتواصل السرى المشبوه مع بلدان ترعى الإرهاب فى مقدمتها إيران وتركيا، كما أن باكستان تستخدم هذا المكتب كذراع للاتصال السرى مع قادة طالبان فى وقت لا تستند فيه إقامة مكتب طالبان فى الدوحة إلى أية شرعية قانونية.

واتهم ماثيو ديرينج الأستاذ والباحث المساعد فى كلية الدفاع الوطنى بواشنطن، الدوحة بأنها تغض النظر عن الأنشطة المشبوهة التى تتم عبر مكتب طالبان فى الدوحة، وبالتالى فإنها تسهم فى حياكة المؤامرات التى تستهدف زعزعة استقرار أفغانستان، وأن قطر تسعى إلى التعمية على حقيقة نشاطها المشبوه الداعم للإرهاب فى أفغانستان بتصوير استضافتها لمكتب تنظيم طالبان الإرهابى كخدمة تقوم بها قطر لتحقيق السلام.

وحول هذا الموضوع، تحدث وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس أمام لجنة القوات المسلحة فى الكونجرس الأمريكى متوقعا أن تتخذ الإدارة الأمريكية قريبا قرارا بالضغط على قطر لإغلاق مكتب طالبان الموجود على أراضيها.

تجدر الإشارة إلى أن القوات الأمريكية كانت قد دخلت أفغانستان لمحاربة الإرهاب فى أعقاب تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بقوات إجماليها 29 ألف جندى أمريكى إلى جانب تشكيلات أخرى من قوات حلف شمال الأطلنطى (الناتو) التى انسحبت قبل أعوام من الأراضى الأفغانية، لكن الولايات المتحدة استبقت ثمانية آلاف من قوات المارينز قالت إنهم يسهمون فى تعزيز قدرة القوات الحكومية الأفغانية فى مكافحة الإرهاب، كما زادت إدارة الرئيس دونالد ترمب عدد هذه القوات إلى 11 ألفا مطلع سبتمبر الماضى.

ويرفض قادة طالبان أى حوار مباشر للسلام مع الحكومة الأفغانية مفضلين نهج الاتصال غير المباشر، وتعتبر طالبان القوات الأمريكية قوات غازية، متعهدة بالعمل على استهدافها وفتح جبهة قتال مع واشنطن على الأراضى الأفغانية.

وكذلك صعدت طالبان من عملياتها الإرهابية بفضل شبكة التحالفات المصلحية التى أقامتها مع قيادات القبائل المقيمة فى مناطق وزيرستان على الحدود الأفغانية الباكستانية.

وفى مايو الماضى، امتدت عمليات طالبان الإرهابية إلى العاصمة الأفغانية كابول حيث أوقعت تفجيرات انتحارية نفذتها طالبان بقرابة 150 قتيلا ومئات الجرحى، وهددت طالبان قبل أن ينقشع غبار تفجيراتها بأن إغلاق مكتبها فى قطر سيكون إغلاقا لنافذة الأمل الوحيدة لبناء السلام فى أفغانستان.

2017-11-11