#
كورونا.. مبادرة عالمية لإنتاج “علاج ولقاح” وتهديد بموجة ثانية

كورونا.. مبادرة عالمية لإنتاج “علاج ولقاح” وتهديد بموجة ثانية

بينما تشارف حصيلة الوفيات بفيروس كورونا المستجد على تخطي الـ200 ألف السبت، دعت الأمم المتحدة إلى التعبئة العامة لتسريع إنتاج لقاح يتوفر للجميع معتبرة أنها الوسيلة الوحيد لتطويق وباء يهز الاقتصاد العالمي.

وطرح رئيس الولايات المتحدة، البلد الذي سجل أكبر عدد من الوفيات بلغ خمسين ألفا، فكرة معالجة المرضى بحقنهم بمواد “معقمة”، حسبما قال في تصريحات أثارت جدلا وأجبرت العلماء والمنتجين والسلطات على الرد.

وفي نهاية المطاف، أكد دونالد ترامب، الذي شعر باستياء كبير من الجدل على ما يبدو، أنه كان يتحدث “بسخرية”. وفي مساء الجمعة، اكتفى بعقد مؤتمر صحافي مقتضب حول الوباء، وغادر المكان بدون الرد على أي سؤال.

من جهته، صرح جو بايدن الخصم الديموقراطي لترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة “أجد من الصعب أن أضطر إلى قول ذلك، لكن أرجوكم لا تشربوا مياه جافيل”.

أما شركة إنتاج مادة ليسول المطهرة التي يستخدمها عشرات ملايين الأميركيين، فوجدت نفسها مجبرة على إصدار تحذير خطي قالت فيه إن “منتجاتنا المعقمة يجب ألا تدخل إلى جسم الإنسان بأي شكل من الأشكال”.

“للجميع وفي كل مكان”

أطلقت منظمة الصحة العالمية، الجمعة في جنيف، وبمشاركة مديرها العام الدكتور تيدروس أدهانوم والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فاندرلين إضافة الى ميليندا جيتس من مؤسسة بيل وميليندا جيتس، مبادرة عالمية بهدف تسريع انتاج قدرات تشخيصية وعلاجات ولقاح آمن وفعال لفيروس كورونا.

وشدد الرئيس الفرنسي، في كلمته التي بثت عبر الفيديو ، على أهمية أن يتحد الجميع حتى يمكن تقليل الوقت الذى يمكن أن يتم التوصل فيه الى تلك العلاجات والى اللقاح المطلوب ، وأكد أن على الجميع أن يعمل حتى يكون هذا اللقاح متاحا للكل فى نفس الوقت ، وأضاف “اذا أراد العالم التغلب على فيروس كورونا فان عليه دعم الأنظمة الصحية”.

اطلاق المبادرة العالمية لمنظمة الصحة شارك فيه أيضا برسالة عبر الفيديو الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش ، حيث قال ” في مثل عالم اليوم المتصل ، لا أحد آمن إلا اذا كان الجميع آمنا ، وإن العلاج واللقاح الذى ينتظره العالم لا يجب أن يكون لدولة واحدة ولكن أن يكون علاجا ولقاحا لكل شخص فى أى مكان حول العالم”.

ودعا جوتيريش الى أن يكون اللقاح سلعة شعبية عالمية يمكن للجميع الوصول اليها وأن يتم تنحية الخلافات السياسية حتى يتحد الجميع فى هذه المرحلة من أجل التوصل الى العلاجات اللازمة والى اللقاح اللازم، وأضاف ” إنه ولوقت طويل قل الاهتمام بصحة العالم ، وإن وباء كورونا يجب أن يكون درسا للجميع وأن يخرج منه الجميع أكثر قوة ووحدة”.

اطلاق المبادرة العالمية لمنظمة الصحة شاركت فيه كذلك المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التى أكدت على دعم ألمانيا للجهود العالمية للتوصل الى العلاجات واللقاحات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا ، كما شارك عدد كبير من رؤساء الدول والوزارات من كل أنحاء العالم ومن كافة القارات والذين أكدوا جميعا على أهمية أن يكون اللقاح المنتظر فى متناول كافة الدول والأشخاص وفى نفس الوقت، اضافة الى تأكيدهم على أهمية أن يتحد العالم فى الجهود الحالية لانجاح التوصل لذلك.

وتجري هذه المبادرة بمشاركة العديد من دول أوروبا، القارة الأكثر تضررا التي سجلت فيها 119 ألف وفاة. لكن لم تنضم أي من الصين التي رصدت فيها أول إصابة بالمرض في ديسمبر، ولا الولايات المتحدة إلى عرض هذا المشروع.

ديون وعجز

في الولايات المتحدة التي يعاني اقتصادها بشدة كغيرها من البلدان من القيود المفروضة لاحتواء الوباء، وقع ترامب خطة مساعدة جديدة تبلغ قيمتها نحو 500 مليار دولار للتخفيف من أعباء الشركات والمستشفيات. والوضع ملح لأن إجمالي الناتج الداخلي للبلاد سيتراجع بنسبة 12 بالمئة هذا الفصل، ومعدل البطالة سيرتع بنسبة 14 بالمئة.

والوضع سيء في إيطاليا أيضا حيث يتوقع أن يرتفع الدين والعجز العام إلى مستويات مخيفة. ويتوقع أن يتراجع إجمالي الناتج الداخلي لثالث اقتصاد في منطقة اليورو بنسبة 8 بالمئة هذا العام.

في أوروبا حيث لم تتوصل الدول حتى الآن إلى تفاهم لتمويل خطة إنعاش واسعة، تعمل الحكومات بسرعة. فوعدت فرنسا وهولندا بتقديم عشرات المليارات من اليورو لشركة الطيران “ايرفرانس-كا ال ام” التي توقفت رحلات طائراتها.

في قطاع السياحة الذي يهدد الوباء فيه ما يصل إلى 75 مليون وظيفة، تعهدت دول مجموعة العشرين الجمعة “بدعم الإنعاش الاقتصادي” وضمان “التنسيق في رفع القيود المفروضة على السفر”.

“موجة ثانية”

على الرغم من الركود العالمي المتوقع، يبقى العزل القاعدة في أغلب الأحيان لمنع انتشار الفيروس.

وبعد أعياد الفصح المسيحية واليهودية، بدأ المسلمون الجمعة صيامهم بدون صلوات جماعية ولا إفطارات عائلية كبيرة. وأغلقت أبواب المساجد ومنعت التجمعات.

وقالت ربة العائلة الإندونيسية فترية فاميلا “رمضان هذا العام مختلف جدا، بلا أجواء احتفالية”. وأضافت “أشعر بخيبة أمل لأنني لن أتمكن من الذهاب إلى الجامع لكن ماذا يمكننا أن نفعل؟ لقد تغير العالم”.

وأعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مساء الخميس عن “ألمه” لحلول شهر الصوم في مثل هذا الوضع، مشددا على أن هذه الإجراءات هي “للمحافظة على أرواح الناس”.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من التراخي في الإجراءات لأن التهديد بموجة ثانية للوباء لا يزال قائماً. وتستعد ألمانيا لذلك عبر بناء الجيش مستشفى يضم ألف سرير.

“تخفيف قيود وسهرة افتراضية”

كما في الولايات المتحدة ودول أخرى في العالم، تخفف بعض البلدان الأوروبية قيودها بينما تستعد أخرى مثل فرنسا وإيطاليا لذلك مع تباطؤ انتشار الوباء.

وأعلنت بلجيكا عن إعادة فتح تدريجية للمحلات التجارية والمدارس اعتبارا من منتصف مايو، بينما تعيد الحكومة التشيكية فتح الحدود أمام رحلات الأعمال القادمة من الولايات المتحدة.

وإلى جانب آثاره المدمرة للاقتصاد والأزمة الصحية وإجراءات “التباعد الاجتماعي” التي فرضها، يواصل الوباء قلب طريقة حياة كثيرين بأشكال عدة.

فبدون عناق وتجمعات، بكت كندا الجمعة عبر تسجيلات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزيون الضحايا الـ22 لأسوأ مجزرة في تاريخها خلال “سهرة افتراضية”.

وفي مواجهة الملل في العزل، يعرض موقع فيسبوك للمستخدمين المزودين بأدوات رقمية أن يلتقوا أصدقاءهم في “غرف” افتراضية عبر خدمته الجديدة “ميسينجر رومز”.

وفي برلين تتحول جدران باحات مبان عند الغروب إلى شاشات سينمائية يشاهدها المقيمون وهم على شرفاتهم المضاءة بالشموع أو أمام نوافذهم.

2020-04-25