#
كردستان العراق تحتضن مؤتمر “القوى السنية لمحاربة الإرهاب”

كردستان العراق تحتضن مؤتمر “القوى السنية لمحاربة الإرهاب”

تبحث القوى السنية وشخصيات عشائرية ودينية عراقية ، اليوم الخميس ، في مؤتمر “القوى السنية لمحاربة الإرهاب”، الذي يعقد في أربيل بكردستان العراق، خيارات تسليح مقاتلي العشائر الذين يحاربون تنظيم “داعش” في العراق منذ عشرة أشهر، بعد تسرب اليأس إلى العشائر الكبيرة والتي تخسر أتباعها في حرب غير متكافئة مع التنظيم المتطرف، وذلك بحضور نواب ومسئولي حكومات محلية لست محافظات تشهد اشتباكات ساخنة، فضلًا عن مشاركة سفراء واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي.

ورجحت شخصيات عراقية ستحضر المؤتمر أن يكون هدفه توجيه رسالة إلى الدول الغربية بوحدة موقف “القوى السنية” وبأنها مهيئة لتسلم السلاح، بالرغم من أن واشنطن أكدت في أكثر من مناسبة رفضها لتسليح “العشائر” من دون موافقة الجانب العراقي.

ولا يحظى المؤتمر بإجماع الأطراف السنية، فبعض العشائر تعتبره سياسيا يستهدف خدمة حزب معين خسر شعبيته بعد احتلال (داعش) لمناطق نفوذه، وتمهيدًا لتأسيس “الإقليم السني”، مشيرين إلى أن الراعي للمؤتمر هو رافع العيساوي وأثيل النجيفي أبرز الساسة السنة.

فيما يقول إحدى الشخصيات الفاعلة فيما كان يعرف بـ”الحراك السني” بأن حلفاءه لايعارضون الاجتماع ذا الصبغة السياسية ، لكن قوى الحراك بموازاة ذلك ستعقد اجتماعًا قريبًا لوضع خطة طريق شاملة لتحرير المدن.

وأكدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر أمس أنه سيضع الأسس الكفيلة لإعادة الأمن إلى المحافظات المتضررة، وعودة النازحين لديارهم، متوقعة أن يتمخض المؤتمر عن توصيات خاصة بتشكيل حشد شعبي في كل محافظة منها يكون “نواة لحرس الإقليم” المزمع إقراره مستقبلًا، واستبدال مواقع المجنديين الوهميين المسجلين دون ان يكون لهم وجود فعلي ويطلق عليهم العراقيون “الفضائيين” بقوات من المناطق المتضررة.

وقال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق عبد ذياب العجيلي، في حديث الى”المدى برس” العراقية إن “المؤتمر العربي لمحاربة الإرهاب والتطرف للمحافظات المتضررة، وهي نينوى، صلاح الدين، كركوك، ديالى وبغداد، سيعقد في أربيل ، اليوم الخميس، بحضور شخصيات من تلك المحافظات ووزراء ونواب وأعضاء مجالس المحافظات وشيوخ عشائر وأساتذة جامعات، فضلاً عن شخصيات سياسية عراقية وأخرى حكومية وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي.

وأضاف: أن “المؤتمر سيضع الأسس الكفيلة بإعادة الأمن إلى تلك المحافظات، وعودة النازحين إلى ديارهم”.. متوقعًا أن “يخرج المؤتمر بجملة من التوصيات الخاصة بتشكيل حشد شعبي في كل محافظة يكون نواة لحرس الإقليم المزمع إقراره في المستقبل، واستبدال مواقع الفضائيين بقوات من المناطق المتضررة”.

وأضاف العجيلي، أن “المشاركين بالمؤتمر سيطالبون الحكومة بتنفيذ بنود البرنامج الحكومي المتفق عليه بين الكتل السياسية، وبناء جسور الثقة بين المحافظات العراقية، ووأد الفتنة، ومحاربة جميع الخارجين عن القانون والذين يستبيحون الدم العراقي”.

ومن جانبه، نفي عضو مجلس محافظة نينوى عبد الرحمن الوكاع، وهو أحد المدعوين لحضور المؤتمر، أن يكون قد وجهت دعوات لـ”جماعات مسلحة” خارجة عن القانون.. مشيرًا إلى أن المؤتمر سيوجّه رسائل إلى الحكومة العراقية والدول الغربية بضرورة تسليح العشائر في إطار قانوني.

ولم يستبعد العضو المشارك في المؤتمر أن يكون “الاجتماع رسالة ضغط على الحكومة بأن القوى السنية ربما ستطلب الحصول على السلاح للعشائر من دون موافقتها”.. لافتًا إلى أن رغبة “الولايات المتحدة في تسليح العشائر السنية ليس أمرًا سريًا، وهي تبحث عن موقف سني موحد، وهو ماقد يقدمه مؤتمر مكافحة الإرهاب والتطرف في أربيل”.

وتابع الوكاع:”نجح الضغط الغربي مؤخراً على بعض الأطراف في الحكومة التي كانت تعرقل تقديم مشروع قانون لتشكيل الحرس الوطني،وحثت الحكومة في الأيام الاخيرة، الخطى باتجاه إكمال المشروع الذي من المفترض أن يتجه بعد ذلك صوب البرلمان”.

من جانبها، اعتبرت النائبة العراقية عالية نصيف المؤتمر المزمع عقده في أربيل حول محاربة الإرهاب يتناقض مع طبيعة الشخصيات التي تتزعمه كونها معروفة بتطرفها وخطابها الطائفي، فيما أشارت إلى أنه كان من الأجدر بكردستان تسليم رافع العيساوي وطارق الهاشمي بدلا من عقد مؤتمر لهما.

وقالت نصيف في بيان صحفي اليوم إن “المؤتمر المزمع عقده في أربيل، اليوم الخميس، تحت عنوان محاربة الإرهاب والتطرف بمشاركة رافع العيساوي وطارق الهاشمي ومحمد طه الحمدون وناجح الميزان وغيرهم، ينطوي على العديد من التناقضات والأمور المثيرة للاستغراب”، وقالت”العنوان يتناقض مع طبيعة توجهات الشخصيات التي تتزعم المؤتمر، وشتان ما بين محاربة الإرهاب والتطرف والحث عليهما”.

وأضافت، أن “الشارع العراقي يتساءل ما هي أجندة هذا المؤتمر؟”، محذرة من أن “تكون له غايات مشبوهة كالاتفاق على استحداث تشكيلات عسكرية الهدف منها تقسيم العراق إلى دويلات متناحرة تتقاتل فيما بينها على مدى أجيال”.

وتابعت نصيف أن “العراق في أحوج ما يكون الى توحيد الصفوف وتعزيز روح الانتماء للوطن لدى الجماهير وتغليب النزعة الوطنية على النعرات الطائفية والتوجهات الانفصالية، ودون هذه الأساسيات لن نتمكن من مواجهة إرهاب داعش الذي يسفك كل يوم دماء العراقيين من جميع أطياف الشعب”، مشيرة إلى أن “هذا المؤتمر يضم شخصيات معروفة بتطرفها وخطابها الطائفي”.

وفي كركوك أعلن المجلس السياسي العربي مقاطعته لأعمال مؤتمر أربيل بشأن محاربة الإرهاب اليوم.

وقال المجلس في بيان بثه موقع “السومرية نيوز” في العراق “ارتئينا عدم المشاركة في مؤتمر أربيل المزمع عقده اليوم الخميس”، مرجعا المقاطعة إلي “عدم إمكانية أن يطرح المؤتمر القضايا المصيرية وخصوصًا تلك التي تتعلق بكركوك وعربها وحماية أهلها مما يتعرضون له من قتل وتهميش يكاد يكون ممنهجًا الأمر الذي جعل من حضور المؤتمر كعدمه”.

وأضاف المجلس : “كنا نتمنى من القائمين على المؤتمر أن يتم عقده في العاصمة بغداد، وقال “إننا على يقين كامل أنه ليس بمقدور من سيحضر من عرب كركوك أن يطرح أمورا تتعلق بوضع المحافظة ومكونها العربي لعدم ملائمة مكان انعقاد المؤتمر”.

وحذر المجلس من “عقد مثل هذه المؤتمرات التي ستزيد من الخلافات والانشقاقات في صفوف عرب العراق وتدفع بعض الدول الإقليمية إلى زيادة تدخلها في الشأن العراقي”، واعتبر أنه “من الأجدر أن يعقد مؤتمر شامل لجميع العراقيين لتوحيد الصفوف لضمان أمن واستقرار العراق وتجاوز المحنة التي يتعرض لها”.

وشدد المجلس على “محاربة الإرهاب والتطرف أيا كان شكله ودوافعه ومن أي طرف كان”.

 

المصدر : أ ش أ

2014-12-18