#
غدا 17 رمضان.. ذكرى “بدر الكبرى” أولى غزوات الرسول في الإسلام

غدا 17 رمضان.. ذكرى “بدر الكبرى” أولى غزوات الرسول في الإسلام

يحفل شهر رمضان على مر العصور بكبريات الوقائع الحربية الحاسمة في تاريخ الإسلام، فهو شهر الجهاد والعزة، ولعل أهم وأبرز هذه الوقائع وأولها “غزوة بدر الكبرى”، التي تحل ذكراها غدا (الإثنين) الموافق ١٧ رمضان، فقد كان “يوم بدر” يوما حاسما في التاريخ الإسلامي، وغزوته أحد أهم غزوات الرسول الكريم الذي غزى فيها بنفسه، وسجل فيها المسلمون انتصارات مكنتهم من إظهار قوتهم ونشر دينهم.

لغزوة بدر مكانة رفيعة في الإسلام إذا ما قيست بغيرها من الغزوات، فهي إحدى أهم معارك المسلمين التي خاضوها في عهد الرسول الكريم، ضد كفار قريش، وهى معركة إذا قيست بالمعايير المادية والمقاييس العسكرية ، فإن النصر كان سيكون منطقيا للأكثر عدة وعداد وهم المشركون، لكن الله تعالى خيب ظنهم ونصر الطائفة المؤمنة عليهم، وقتل المسلمون من قادة وسندة الكفر والضلال والطغيان عددا هائلا، وكذلك قتل أغلب الذين آذوا المسلمين وآذوا الرسول، ومنعوه من إتمام دعوته التي بعث بها، ولهذه الأسباب أخذت هذه المعركة هذه الأهمية العظمى عبر التاريخ الإسلامي.

وقعت أحداث غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة، يوم ١٧ رمضان (١٣ مارس عام ٦٢٤ ميلادية)، عند بئر بدر الواقع بين مكة والمدينة، وكان عدد المجاهدين المسلمين فيها ٣١٣ مقاتلا فقط، مقابل ألف من المشركين ، ويرجع سببها لما دأب عليه رجال قريش من المشركين من إيذاء المسلمين حتى بعدما هاجروا إلى المدينة المنورة، فظلوا يعانون من شدة بأسهم وتعذيبهم، واستمروا في التعامل معهم بقسوة ووحشية منقطعة النظير، و قامت قريش بنهب وسرقة أموال المسلمين وممتلكاتهم ، واستمروا في مواقفهم التعسفية تجاههم، وعندما علم الرسول بأن قافلة تجارية كبرى لقريش تقدر قيمتها بخمسين ألف دينار، ستمر بالقرب من المدينة، قرر أن يقابلهم بالمثل ساعيا لاسترداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين.

أدرك أبو سفيان، الذي كان يقود القافلة بنية المسلمين، فغير طريقها و أرسل إلى قريش طالبا منها المدد و العون، فسارعت لنصرته والدفاع عن أموالها وبحوزتها جيش يضم حوالي ألف مقاتل، وبدأ الصراع بين المسلمين وكفار قريش عند بئر بدر، وتمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة، ونجا بنفسه و الأموال التي كانت معه، لكن مقاتلي قريش عزموا على قتال المسلمين، فكانت النتيجة أنهم خرجوا من تلك الغزوة التي أمدها الله بجنود لم يروها مهزومين وبخسائر جسيمة، و هكذا نصر الله تعالى نبيه الكريم، وسجل التاريخ انتصارات كبيرة وبطولات لمجاهدي بدر وشهدائها، وقد خلف هذا الانتصار أثرا ايجابيا في نفوس المسلمين، ورفع روحهم المعنوية فزاد إيمانهم ، وفى المقابل هزت الهزيمة كيان المشركين وأضعفت عزيمتهم.

وتعرف غزوة بدر في التاريخ الإسلامي “بغزوة بدر الكبرى”، للتفريق بينها وبين غزوة بدر الصغرى، والتي وقعت في السنة الرابعة للهجرة، كما تعرف باسم “يوم الفرقان”، لأنها فرقت الحق عن الباطل ٠٠ لقد نصر الله عز وجل المسلمين في بدر وأذل المشركين، ورغم هزيمتهم الساحقة لم يكفوا طوال السنوات العشر التي تلتها من مواجهات وغزوات، رسمت نتائجها ملامح دول الإسلام التي أرسى دعائمها الرسول، فكانت حياته نواة الحضارة الإسلامية، التي توسعت في بقعة جغرافية كبيرة على يد الخلفاء الراشدين من بعده.

2017-06-11