#
شكرى: المجتمع الدولى لم ينجح فى التوافق حول صيغة تنفيذية للتسوية بسوريا

شكرى: المجتمع الدولى لم ينجح فى التوافق حول صيغة تنفيذية للتسوية بسوريا

اكد وزير الخارجية سامح شكرى أن المجتمع الدولى لم ينجح حتى الآن فى الخروج بتوافق حول صيغة تنفيذية للتسوية السياسية فى سوريا بناء على الوثيقة الوحيدة المتفق عليها وهى وثيقة جنيف.

جاء ذلك فى الكلمة التى القاها الوزير فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المعارضة السورية المنعقد حاليا بالقاهرة وذلك بحضور الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية واحمد الجروان رئيس البرلمان العربى.

وقال شكرى إنه بالنيابة عن الشعب المصرى يعرب عن أسمى مشاعر الترحيب لوجودكم على ارض مصر حيث تعود العلاقات بين البلدين الى تاريخ طويل وحافل من النضال الذى جمع بيننا شعبا واحدا فى بلدين واحيانا شعبا واحدا فى بلد واحد..معربا عن تقديره للجهد المبذول من قبل للجنة التحضيرية للمؤتمر والمجلس المصرى للشئون الخارجية.

وشدد وزير الخارجية على أن شعب مصر وسوريا كان وسيظل شريانا للعروبة وقلبها النابض وكان التاريخ قد جمع بيننا فى حقبة تاريخية ومن الطبيعى والواجب علينا أن نوحد جهودنا لمواجهة التحديات العاصفة التى تحيط بامتنا العربية وتهدد مستقبلها بل وتهدد بقاء شعوبها ودولها.

وأضاف أن حديثه اليوم غير مبنى على موقف مسبق بل إن وجودنا اليوم يتأسس على دعم شعب شقيق ورعاية إراداته وطموحاته المشروعة للتغيير وبناء دولة ديمقراطية تعددية تساوى بين كل السوريين ايا كانت انتماءاتهم ودولة مؤسسات موحدة ذات سيادة على الأراضي السورية.. مضيفا أن التجارب فى المنطقة منذ اندلاع الثورات فى 2011 اثبتت أن الكلمة الأخيرة ستظل للشعوب العربية وان بقاء تلك الشعوب ليست رهنا لحكم او قوة ايا كانت وان الديمقراطية ليست بعيدة المنال بل هى هدف قابل للتحقيق الجدى عن طريق التعاون بين الشعوب والدول بالتوازى مع الحفاظ على الاستقرار والمؤسسات.

وذكر وزير الخارجية سامح شكرى أن الحراك الشعبي السوري الذى انطلق في مارس 2011 كان حراكا سلميا يتطلع للتغيير إلا أن النهج الأمني العنيف وعدم إدراك طبيعة المرحلة أدي لازدياد حدة الاحتجاجات والمواجهات وسقوط الأبرياء فتدهورت الأوضاع علي مدار السنوات الأربعة الماضية وزادت التدخلات الخارجية في الشأن السوري بصورة غير مسبوقة وسمح للميليشيات والمقاتلين الأجانب والسلاح بالعبور للداخل السوري للقتال في صف طرف أو آخر فقضي علي الحراك السلمي وتحولت الأوضاع إلي صراع مسلح بالوكالة وتحولت الأراضي السورية ملاذا آمنا ومرتعا للإرهابيين من كل حدب وباتت سوريا رهينة لطائفية بغيضة تعمق أزمتها وتباعد بينها وبين الحل السياسى.

وقال إن فاتورة مأساة سوريا لم يتحملها سوي أبناء الشعب السوري قتلا وتدميرا وتهجيرا غير مسبوق في التاريخ الحديث ورغم عبارات وحملات التعاطف من قبل المجتمع الدولي لم تزل الأزمة قائمة ولم يزل الشعب السوري يعاني ولم تزل المصالح الضيقة والطائفية تتحكم في حاضر سوريا وتهدد بتدمير مستقبلها.

واكد شكرى أن المجتمع الدولي لم ينجح حتى الآن في الخروج بتوافق حول صيغة تنفيذية للتسوية السياسية في سوريا بناء علي الوثيقة الوحيدة المتفق عليها وهي وثيقة جنيف ولست هنا في معرض الحديث عن أسباب ذلك إلا أنه يتعين علينا الوقوف علي واقع الأمور علي الأرض فالعملية السياسية جمدت لفترة طويلة والعمليات العسكرية المتصاعدة أصبحت أكثر جذبا للجهود والإمكانيات الدولية والإقليمية علي حساب التسوية السياسية.

وأضاف انه لذلك فإن وجود تصور سوري وطني خالص للحل السياسي أصبح أكثر أهمية وإلحاحا من أي وقت مضي فالسوريون هم الأحق والأكثر قدرة علي صياغة مستقبل بلدهم وعلي وضع رؤية شاملة تكون بمثابة المشروع الوطني الذي يحظي بقبول الشعب السوري بكافة أطيافه وانتماءاته وبحيث تصبح تلك الرؤية المحرك والدافع الرئيسي لشحذ الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف العنف والتدخلات وإنفاذ الحل السياسي.

وقال انه من هذا المنطلق عملت بعض القوي والشخصيات الوطنية السورية علي تشجيع دور مصر وطلب دعمها ورعايتها لجهد سوري وطني خالص وجاءت استجابة مصر لهذه الجهود تأسيسا علي حرصنا الطبيعي علي الحفاظ علي سوريا واستجابة لمتطلبات الأمن القومي العربي ومن خلال البناء علي مصداقية سياسة مصر تجاه الأزمة منذ بدايتها فمصر لم تتدخل ولن تتدخل يوما في شأن شعب عربي شقيق, فمصر لم تسع لتطويع الثورة السورية أو توظيفها تحقيقا لمصالحها وأهدافها وستظل دوما علي استعداد لتقديم يد العون والرعاية لأشقائها العرب.

وأوضح وزير الخارجية أن عملية تقريب وجهات نظر قوي وشخصيات المعارضة الوطنية السورية التي بدأت في القاهرة فى يناير الماضي أثمرت حتى الآن عن “نقاط عشر” تم التوافق عليها وتطورت تلك العملية بالارتكاز علي جهودكم لنلتقي هنا اليوم في مؤتمر موسع يستهدف صياغة تصور يتأسس علي تلك النقاط التوافقية ويتضمن رؤية واضحة لمستقبل سوريا وصيغة تنفيذية لوثيقة جنيف وبحيث يتم طرح هذا التصور علي الشعب السوري والمجتمع الدولي من أجل الحل السياسى.

وقال “ودعوني أؤكد لكم أن جهودكم لن تنتهي بانعقاد هذا المؤتمر فخروجكم اليوم وغدا بمقترح لإنفاذ الحل السياسي هو البداية وسنعمل سويا من أجل حمل رسالتكم ورؤيتكم لسوريا والعالم”وأضاف “كما أود التأكيد أيضا علي اعتقادنا أن التصور الذي سيخرج عن هذا المؤتمر سيكون مفتوحا لجميع الأطراف والفصائل والتجمعات السورية لتبنيه فقوة ونجاح جهودكم منذ البداية ارتكنت علي تطلعات مجمل الشعب السوري ولم تقتصر يوما على أطراف”.

وشدد على إن سيطرة الطائفية وانتشار الفوضى والتنظيمات والميليشيات المتطرفة والإرهابية علي معظم الأراضي السورية هو أمر يهدد مستقبل المنطقة برمتها ولا يمكن السكوت عليه أو القبول به باعتباره أمرا واقعا وأوضح أن التجربة أثبتت أن مواجهة
خطر تلك التنظيمات وإعادة توحيد الأراضي السورية لن تتحقق دون التوصل لتسوية سياسية تسوية مبنية علي وثيقة جنيف تبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية وتكتسب شرعيتها من الشعب السوري ومن الاعتراف الدولي بها باعتبارها صيغة توافقية مدعومة من قبل المجتمع الدولي وبحيث تتمكن تلك الهيئة بمؤسساتها المختلفة من إدارة عملية عودة المهجرين وإعادة الاستقرار وإنفاذ القانون وتتمكن من جذب الدعم الداخلي والخارجي مواجهة القوى المسلحة الرافضة للتسوية
ولكى تتمكن هيئة الحكم من ممارسة السيادة على كافة الأراضى السورية.

وقال شكرى موجها حديثه لممثلى المعارضة ” إنكم كباقي الشعب السوري تحملتم ما لا يطيقه بشر فمنكم من اضطر لمغادرة وطنه والإقامة بالمنفي, ومنكم من هدمت منازله أو فقد ممتلكاته بل ومنكم من فقد الابن أو الزوج أو الأخ أو الصديق” وتابع “ورغم معاناتكم وتضحياتكم من أجل مستقبل سوريا فإن المهمة السياسية التي تقع علي عاتقكم ما زالت ثقيلة وإننا إذ ندرك حجم الضغوط التي قد تتعرضون لها من أطراف من هنا وهناك تأقلمت علي الصراع ووجدت به غايتها من مصالح سياسية أو شخصية فإنني أؤكد لكم أن مصر شعبا ودولة ستقف وراءكم لدعم جهودكم للتوصل للحل السياسي ولتمكينكم من الالتزام بواجبكم تجاه شعب محمل بالمآسي”.

واعرب وزير الخارجية عن ثقته بأنه في سبيل تلك الغاية النبيلة والدور التاريخي الذي فرض عليكم وحكم التاريخ علينا جميعا في المستقبل فإنكم ستتمكنون من تجنيب أية اختلافات في وجهات النظر وتوحيد جهودكم استجابة لتطلعات شعبكم وسعيا لتوسيع رقعة تبني تصوركم المطروح للحل السياسي وإيمانى هنا أن إنقاذ أرواح الأطفال السوريين يستحق بذل جهد استثنائى لتحقيق التوافق والترفع عن الكثير من الخلافات حول صغائر الأمور.

2015-06-08