شعراوي: التعاون بين الإنتاج الحربي وصناعة وسائل النقل يوفر فرص عمل

أكد اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية إلى أهمية تكاتف جميع قطاعات الدولة للنهوض بالتصنيع المحلي الذي توليه القيادة السياسية اهتماما كبيرا, مضيفا أن التعاون المشترك بين وزارة الانتاج الحربي وشركة صناعة وسائل النقل “حأض” هو نموذج ناجح للشراكة في تصنيع المركبات الصديقة للبيئة مما يتيح توفير فرص عمل جديدة بالسوق المحلي. 
جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها وزارة الإنتاج الحربي لإعلان بدء تفعيل التعاون المشترك بين الوزارة وشركة صناعة وسائل النقل “حأض” وذلك في إطار إيمان وزارة الإنتاج الحربي بدور القطاع الخاص, بحضور المهندس محمد أحمد مرسي وزير الدولة للإنتاج الحربي و الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة, وهش`ام توفيق وزير قطاع الأعمال العام, ونيفين جامع وزيرة التج`ارة والصناع`ة, واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة ورئيسي هيئتي النقل العام بالقاهرة والإسكندرية, والمهندس كريم غبور رئيس مجلس إدارة شركة صناعة وسائل النقل “حأض”, بقطاع التدريب التابع لوزارة الإنتاج الحربي بمدينة السلام. 
وأكد شعراوي أهمية توطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر باعتبارها مستقبل صناعة السيارات في العالم, خاصة مع الجهود التي تقوم بها الوزارة خلال الفترة الأخيرة بالتنسيق مع الوزارات المعنية والمحافظات لإقامة محطات شحن السيارات بالكهرباء لما لهذا المشروع من عوائد كبيرة على رأسها الحفاظ على البيئة وتقليل تلوث الهواء والصحة العامة للمواطنين. وأشارإلى خطة الوزارة لتحديث أسطول النقل العام بمحافظتي القاهرة والإسكندرية للعمل بالغاز الطبيعي بدلا من السولار في إطار من الشراكة مع وزارة الدولة للإنتاج الحربي حيث سيتم خلال الفترة المقبلة تعديل 2262 حافلة “أوتوبيس” بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 1.2 مليار جنيه بما يحقق الاستفادة المثلى اقتصاديا من ثروات مصر من الغاز الطبيعي وتعظيم القيمة المضافة منها وترشيد استهلاك السولار. 
من جانبها أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة, ضرورة أن يتماشى المشروع مع المعايير البيئية العالمية خاصة فيما يتعلق بالانبعاثات الضارة الناتجة عن الوقود التقليدي, مضيفة أن دمج البعد البيئي في المشروعات التنموية يعد أكبر تحدي. 
وفي هذا الصدد أكد هشام توفيق وزير قطاع الأعمال, أن التعاون المشترك ما بين القطاعين (العام والخاص) أمر مثمر لما يترتب عليه من دعم للصناعة الوطنية وكذا فتح أسواق جديدة محليا وعالميا. من جانبها أكدت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة أن إنتاج أول أوتوبيس كهربائي مصري بالتعاون بين وزارة الإنتاج الحربي ومصنع “حأض” يمثل خطوة هامة للتحول نحو الطاقة النظيفة والحد من الانبعاثات الضارة للمركبات التقليدية بهدف الحفاظ على البيئة وتقليل الاحتباس الحراري, مشيرة إلى حرص الوزارة على تقديم كافة أوجه الدعم للمبادرات الهادفة لتوطين صناعة المركبات الكهربائية بالسوق المصري والتي تمثل توجها عالميا خلال المرحلة الحالية. وقالت الوزيرة إن المركبات الكهربائية تتمتع بمميزات تنافسية كبيرة تشمل انخفاض تكلفة الوقود وعمليات الصيانة وهو ما يؤهلها للحصول على حصة سوقية كبيرة بالسوق المصري خلال المرحلة المقبلة, مشيرة إلى أن البدء في عملية الإنتاج يؤهل مصر لتصبح مركزا إقليميا لصناعة وتصدير هذه النوعية من السيارات للأسواق الإقليمية وأسواق دول القارة الأفريقية. 
وأشادت جامع بالدور الهام لوزارة الإنتاج الحربي في تنفيذ توجيهات القيادة السياسية وتوجهات الحكومة المصرية للتوسع في تصنيع المركبات الكهربائية في مصر وذلك في إطار المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه لفعاليات المعرض الأول لتكنولوجيا تحويل وإحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفة مطلع العام الجاري, مشيرة إلى أهمية تعزيز التعاون الصناعي المشترك بين الحكومة ومختلف الشركات العالمية والوطنية العاملة في مجال إنتاج المركبات بالسوق المصري لتوطين هذه الصناعة المتطورة ونقل كافة الخبرات والتكنولوجيات العالمية المطبقة في هذا الصدد للصناعة المحلية. 
من جانبه أوضح اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة أن قطاع الصناعة يعد محورا أساسيا في خطة الإصلاح الاقتصادي للحكومة المصرية من حيث قيمة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص عمل الأمر الذي يسهم في تحقيق مستهدفات الدولة للتنمية المستدامة وفي هذا الإطار قام مركز تحديث الصناعة بتطوير (البرنامج القومي لتعميق التصنيع المحلي) بهدف زيادة تنافسية المنتجات المحلية المصرية ودعم الأنشطة الصناعية الواعدة, مشيرا إلى الإنتاج الحربي كان له دوما الأسبقية في مجال تعميق التصنيع المحلي ليكون رائدا وزعيما في شتى مجالات التصنيع. 
وكان المهندس محمد أحمد مرسي وزير الدولة للإنتاج الحربي أعلن بدء تفعيل التعاون بين وزارة الإنتاج الحربي وشركة صناعة وسائل النقل “حأض” من خلال توقيع عقد لتصنيع أول أوتوبيس كهربائي مصري بنسبة تصنيع محلي تصل إلى 60% بأيدي مصرية وذلك من منطلق رؤية مصر 2030 ومواكبة التطور العالمي لصناعة الأوتوبيسات التي تعمل ببدائل الوقود والتحول للعمل بالكهرباء, حيث يقدم هذا التعاون مركبات أكثر محافظة على البيئة ومحاربة للتلوث, خاصة وأن شركة “حأض” تعمل في هذا المجال منذ 25 عاما, ويستهدف هذا التعاون إبراز مدى تعاون الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الإنتاج الحربي والقطاع الخاص ممثلا في شركة “حأض”. 
وأضاف الوزير “مرسي” أن هذا التعاون يظهر العديد من الفوائد والتى تتمثل في تعميق وتوطين تكنولوجيا تصنيع الأوتوبيسات الكهربائية في مصر وما يحققه ذلك من عوائد اقتصادية وبيئية, حيث أن تصميم الأوتوبيس بالكامل تم بواسطة مهندسين مصريين وتم تصميم وتصنيع كل أجزاء الهيكل الخارجي والداخلي للأوتوبيس في مصر من (زجاج / إطارات/ مقاعد /المواد الخام الأساسية مثل الفيبر والصاج الخارجي لجسم الأوتوبيس) كلها مواد وأجزاء منتجة في مصر بأيدى مصرية.
واصطحب وزير الدولة للإنتاج الحربي, الوزراء لعمل جولة بواسطة الأوتوبيس الكهربائي بمصاحبة المهندس كريم غبور رئيس مجلس إدارة شركة صناعة وسائل النقل “حأض”, وقد أعرب الوزراء أثناء الجولة عن مدى إعجابهم بإمكانيات الأوتوبيس الكهربائي من رفاهية الجلوس والإمكانيات التكنولوجية من “صسآ” و”ىنى”. 
وأوضح المستشار الإعلامي لوزير الدولة للإنتاج الحربي والمتحدث الرسمى للوزارة محمد عيد بكر, أن تلك الصناعة تساعد على الحفاظ على البيئة من الانبعاثات الضارة للوقود التقليدي, حيث أن الأوتوبيس الكهربائي يستطيع العمل متواصل بشحنة واحدة لمسافة تصل من 300 كم إلى 350 كم حسب ظروف التشغيل ودرجة الحرارة والسرعة القصوى له تبلغ 70 كم/ساعة, بالإضافة إلى أنه يعمل في درجات حرارة متفاوتة تصل إلى 45 درجة مئوية ويحتوي هذا الأوتوبيس على 49 مقعدا.