#
رامي الحمد الله عقب محاولة الاغتيال: الحكومة تواصل عملها الجاد رغم الصعوبات

رامي الحمد الله عقب محاولة الاغتيال: الحكومة تواصل عملها الجاد رغم الصعوبات

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، اليوم الثلاثاء، أنه على الرغم من التحديات التي تواجهها الحكومة الفلسطينية إلا أنها تواصل عملها اليومي الجاد من أجل بناء الدولة وتطوير مؤسساتها.

وقال الحمد الله، في كلمة عقب تعرض موكبه للاستهداف أثناء دخوله إلي قطاع غزة اليوم، “إن الشعب الفلسطيني تحمل فجعات هذا الاحتلال وممارساته القمعية، ورغم انخفاض المساعدات الخارجية وشح الموارد إلا أن الحكومة واصلت عملها اليومي الجاد لبناء الدولة وتطوير المؤسسات وتأمين الخدمات الأساسية”.

وأضاف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حمل بخطوات مدروسة القضية الفلسطينية إلي المحافل الدولية كافة، مشيرا إلي أن الحكومة الفلسطينية طالبت حركة حماس بالتمكين الفاعل والشامل بما يشمل عودة جميع الموظفين القدامي إلي عملهم والتمكين الأمني للشرطة والدفاع المدني والسيطرة الكاملة على المعابر، وتمكين السلطة القضائية من تسلم مهامها.

وقال الحمد الله، في كلمته، “إن ما تطالب به الحكومة الفلسطينية، حركة حماس ليس اشتراطا بل استحقاقا وطنيا ومتطلبا أساسيا لنجدة غزة من المخاطر التي تحدق بها، وتفويت الفرصة على إسرائيل للاستثمار في الانقسام واعتبار قطاع غزة كيانا منفصلا عن هذا الوطن”.

وأضاف أن “المؤامرة كبيرة ومحاولة فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس الشرقية يجب ألا تمر.. نحن نقول لإخواننا في حماس نحن على استعداد للقيام بكافة ما يطلب منا في غزة كما في الضفة والقدس الشرقية..”، مؤكدا أنه جاء إلي غزة ليضع ركيزة من ركائز الدولة وللمساهمة في تدشين المشروع الوطني والإنساني بإطلاق العمل بمحطة معالجة مياه الصرف الصحي في شمال غزة، لتوفير مصادر إضافية وبديلة للمياه وصالحة للاستخدام الزراعي.

وشدد الحمد الله علي أن الحكومة تعمل علي مواجهة الوضع المائي المتدهور ووقف التلوث الحاصل في الخزان الجوفي الساحلي الذي أحال 97% من مياه الشرب في غزة إلي مياه ملوثة غير صالحة للاستخدام الأدمي، كما أن العمل جار علي إنشاء محطتين لمعالجة المياه العذبة المركزية بمحافظتي غزة والوسطي، ومن المتوقع انتهاء العمل بهما خلال العام المقبل.

ولفت إلي أن إسرائيل حاصرت مشروع شمال غزة الطارئ بالكثير من القيود والتعطيل، والذي طال تدبير أجزاء منه خلال عدوانها الغاشم علي غزة عامي 2008 و2014، متابعا “إلا أننا بإصرارنا وبدعم شركائنا في الدول والجهات المانحة استطعنا ادخال المعدات والمواد اللازمة في هذا المشروع للتحول به إلي قصة نجاح وتحدي، حيث تضافرت جهود الحكومة وشركائها الدوليين لتذليل الصعاب وتوفير التموين اللازم لتنفيذه وتشغيله وصيانته.

وتوجه الحمد الله بالشكر للبنك الدولي والاتحاد الأوروبي وحكومة فرنسا والسويد وبلجيكا لدعمهم المالي والسياسي والفني من خلال هذا المشروع الطارئ، الذي شاركت فيه الحكومة أيضا بتحمل جزء مهم من تكاليفه، وأضاف “أقول لجميع من يعقد المؤتمرات بدول أخري أنه لن يمر أى مشروع إلا من خلال الحكومة الشرعية.. وهذه المشاريع ننظر لها بعين الريبة، فهذه أموال سياسية.

ولفت إلي أنه “سيعقد اليوم اجتماع في واشنطن.. ونحن لسنا ضد أى مشروع بل نشجع أى مشاريع لقطاع غزة، ولكن يجب أن يمر أولا من خلال الحكومة الشرعية، وألا يرتبط بأى مشروع سياسي.. مشددا علي رفض أي مشروع سياسي مقابل أي مال يأتي إلى فلسطين”.

في كلمته، “إن هذه المشاريع ستتوج وتستكمل خطة المياه للنهوض بالواقع المائي في غزة وبلورة حل مستدام للأزمة البيئية والإنسانية بإنشاء مشروع المحطة المركزية لتحلية مياه البحر بتكلفة 650 مليون دولار.. ولهذا سيعقد في 20 مارس الجاري ببروكسل مؤتمر دولي للمانحين لتأمين التمويل المتبقي لتنفيذه، والبالغ نحو 200 مليون يورو”.

ودعا الحمد الله أصدقاء الشعب الفلسطيني والدول والجهات المانحة للمساهمة في تنفيذ محطة التحلية المركزية في قطاع غزة، والتي تعتبر شريان الحياه لأهالي غزة .

وأضاف “لقد آن الآوان لكي يوقف العالم المعاناة المستمرة والمتفاقمة هنا في غزة، والتوقف عن التعاون مع إسرائيل وكأنها فوق القانون والمساءلة، فضلا عن إنهاء سيطرتها علي أرضنا ومواردنا المائية وأعمال حقوقنا بالخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة علي حدود 1967 والقدس عاصمتها الأبدية”.

وشدد الحمد الله علي أن الأخطار السياسية والإنسانية التي تحدث لنا تتطلب منا جميعا عدم تبديد الجهود والوقت بالتعامل مع تبعات الانقسام والمضي في طريق الوحدة والمصالحة الوطنية دون رجعة أو مماطلة.. مؤكدا أن المصالحة خيار استراتيجي.

وناشد كافة القوى الوطنية والإسلامية المشاركة في اجتماعات المجلس الوطني، الذي سيعقد في 30 أبريل المقبل، لافتا إلى أن هذه مسؤولية وطنية وواجب وطني في هذه المرحلة المصيرية في حياة الشعب الفلسطيني.

واختتم رئيس الوزراء الفلسطيني كلمته قائلا “لا يفوتني في هذه المناسبة أن أتوجه بالشكر للأخوة في مصر على جهودهم المتواصلة تجاه المصالحة، التي آمل رغم كل ما حدث معنا صباح اليوم، أن تتكلل بالنجاح.. وسيزيدنا ذلك إصرارا على تحقيق المصالحة، ولن يمنعنا عن مواصلة الطريق نحو الخلاص من هذا الانقسام المرير”.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)

2018-03-13