#
دراسة أثرية: الفرس دمروا كنيسة القيامة بالقدس والعهدة العمرية حافظت عليها

دراسة أثرية: الفرس دمروا كنيسة القيامة بالقدس والعهدة العمرية حافظت عليها

أ ش أ

أكدت دراسة أثرية للباحثة سلفانا جورج عطا الله باحثة دكتوراه بمعهد الدراسات والبحوث القبطية كلية الآداب جامعة الإسكندرية أن كنيسة القيامة بالقدس تعد قبلة الناظرين من كل انحاء العالم المسيحى حتى يومنا هذا وقد شيدها الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى على الطراز البازيليكى.

وقالت سلفانا جورج عطا الله اليوم إن كنيسة القيامة ظلت قائمة حوالى ثلاثمائة عام حتى عام 614م عندما قام الفرس بتخريبها مع باقى كنائس فلسطين ونهب كنوزها وهدم أعمدتها وأسروا بطريركها حينئذ والكثير من المسيحيين واقتادوهم إلي بابل وكانت تلك من أعظم النكبات التى حلت بكنيسة القيامة فى التاريخ.

وأضافت أنه بعد دخول المسلمين القدس عام 637م قام الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه بالإبقاء على مبانى الكنيسة وإعطاء الحرية للمسيحيين وروى المؤرخ الشهير سعيد
بن بطريق أن الخليفة عمر بن الخطاب لم يرد أن يصلي في صحن كنيسة القيامة حتى لا يطمع فيها أحد من المسلمين من بعده واكتفى بالصلاة على الدرجة التي على باب كنيسة
قسطنطين وقد أعطى الخليفة عمر بن الخطاب البطريرك صك العهد المعروف بالعهدة العمرية على غرار سماحة المسلمين وحفاظهم على آثار ومقدسات من سبقوهم بمنح رهبان دير
سانت كاترين قبل ذلك العهدة النبوية.

وأشارت الدراسة إلى كنيسة القيامة باعتبارها مجموع الكنائس التي شيدت فوق القبر الذى دفن فيه السيد المسيح و(الجلجثة ) والمعروف بالجمجة فى اللاتينية, وأنه بعد مجمع
نيقية 325م أوفد الإمبراطور قسطنطين أمه هيلانة لبناء كنيسة فوق قبر السيد المسيح وذلك عام 326م وأمر أسقف القدس مكاريوس ببناء ثلاث كنائس واحدة فوق القبر والأخرى
فوق الجلجثة والثالثة فوق مغارة الصليب ويغطى كل ذلك قبة عظيمة الذى اقترح أسقف القدس أن تغطى من الفضة الخالصة وهذا ما عرف بكنيسة القيامة الذى استغرق بناؤها
ست سنوات وأكملت عام 335م حيث أقيم حفل عظيم لتكريسها حضره أسقف قيصرية يوسابيوس وغيره من الأساقفة والكهنة والشعب.

من جانبه اوضح خبير الآثار عبدالرحيم ريحان أنه بعد تدمير الفرس لكنيسة القيامة أقام مودستس رئيس دير ثيؤدسيوس بمساعدة بطريرك الإسكندرية البابا يوحنا بمحاولة إعمار
الكنيسة وجمع التبرعات لإعادة بناء ما تم تخريبه ولكن ما تم إعماره لم يكن مثل سابقه من الناحية المعمارية أو التماثل في البناء وحاول مودستس إضفاء مسحة من الجمال على البناء بما تبقى من أثار البناء البيزنطى واستغرق البناء حوالى 12 عاما وانتهى على الأرجح عام 629م.

وأكد أن من أجمل القباب بالكنائس قبة كنيسة القيامة لما فيها من إبداع معمارى وفني ويشير الأب يسطس الأورشليمى في كتابه ” مدينة الفداء” أن هناك قبتين قبة في الغرب فوق قبر السيد المسيح وهى الأكبر خالية من الرسوم وتقسم القبة بثلاث مستويات يحدد كل مستوي إفريز دائري ويعلو الإفريز الأول مجموعة من النوافذ المستطيلة ذات عقد نصف دائرى ثم الإفريز الثانى تعلوه نفس شكل النوافذ ذات العقود النصف دائرية ولكنها مصمته ويؤطرها الإفريز الثالث وتعلوها نوافذ صغيرة أيضا وفى منتصف القبة من أعلى شكل الشمس التى تنشر أشعتها الذهبية أما القبة الثانية الموجودة فى الشرق وهى الأصغر وتغطى الكنيسة المعروفة نصف الدنيا وهي ذهبية اللون وتحتوى فى منتصفها علي رسم للسيد المسيح داخل دائرتين باللونين الأحمر والأزرق ويحمل المسيح بيده اليمنى الكتاب المقدس ويشير بيده الأخرى بالبركة, ثم يحيط بالسيد المسيح التلاميذ والسيدة العذراء والملائكة وراعى الفنان الدقة وروعة الألوان.

2016-04-29