خبير: الطروحات الحكومية تحظى بثقة المواطنين

قال ايهاب سعيد مدير ادارة التحليل الفني بشركة تداول اوراق مالية ان الطروحات الحكومية تختلف شكلا وموضوعا عن نظيرتها الخاصة، خاصة ان الشعب المصري غالبا ما يثق بها اكثر من شركات القطاع الخاص، وهو ما يدفع الكثيرين للتعرف على سوق المال من خلالها، ومن ثم فهى غالبا ما تجذب سيولة خارجية.

واضاف الحكومه تولى اهتماما كبيرا للتقييم العادل لسعر السهم المطروح، وتهتم كذلك بضرورة تحقيق المستثمر لارباح من اكتتابه فى شركاتها، وذلك بهدف نجاح الطرح، ليكون نواة يمكن الاعتماد عليها فى طروحات اخرى.

بعكس القطاع الخاص، الذى يبالغ احيانا فى التقييم، لأن هدفه الاساسى نجاح الطرح الذى يقصره بالحصول على التمويل، دون النظر الى اداء السهم فى السوق فيما بعد، مما يتسبب فى احيان كثيره لخسائر فادحه للمكتتبين.

واشار خبير اسواق المال ان هذا الفارق تحديدا اضحى يشكل تهديدا حقيقيا لأى طرح لشركات خاصه مستقبلا، لاسيما بعد كارثة سهم “إعمار مصر” الذى هبط ادنى من سعر اكتتابه فى اليوم الاول لتداوله بالسوق الرسمى فى سابقه هى الاولى من نوعها.

واردف “لذا نجد بعض الاصوات التى ترفض فكرة اى طروحات خلال الفتره الحاليه، خوفا من سحب السيولة الضعيفه من السوق، كما حدث فى معظم الطروحات التى شهدتها البورصة المصرية على مدار السنوات الثمانيه الماضيه.

ولكن من المؤكد ان الحكومه تتفهم صعوبة طرح اى شركه خلال الفترة الحالية بسبب الاوضاع الاقتصادية العالمية، وحتما ستنتظر استقرار السوق قبل الشروع فى الاعلان عن اى طروحات، خاصة وهى صاحبة المصلحه الاولى فى نجاح تلك الطروحات بعد كل هذه الفتره من الغياب.

وإنما يبقى الاعلان الان بمثابة اشارة على توجه حكومي قادم يهدف الى طمأنة القطاع الخاص، وكذلك مجتمع سوق المال، بمستثمريه وعاملي الى ان الدولة تعى تماما اهمية البورصة وتنوى الاستفاده منها، ويعنيها بشكل كبير انتعاشها.

وهذه الرسائل مردودها قد لا يكون ظاهرا على الاجل القصير، وانما حتما ستظهر اثاره على الاجل المتوسط والطويل

كان المتحدث باسم رئاسة جمهورية مصر العربية كشف الاسبوع الماضي عن طرح حصص من الشركات والبنوك الحكومية الناجحة في البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة.

وقال علاء يوسف، في بيان صادر عن الرئاسة، إن المرحلة المقبلة ستشهد طرح نسب من رأسمال الشركات والبنوك المصرية الناجحة في البورصة.

وجاء بيان الرئاسة بعد اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، ووزير الصناعة، ووزير المالية الاثنين الماضي والذي تم خلاله مناقشة ما شهدته مؤشرات سوق الأوراق المالية المصرية من تراجع يعزى إلى هبوط مؤشرات أسواق المال العالمية”.

وبالنسبة للرافضين لفكرة طرح الشركات الحكومية بالبورصة بحجة انها عودة لبرنامج الخصخصه الذى ارتبط فى ذهن الكثيرين بالفساد، يرى ايهاب سعيد انها ما اعلنته الرئاسة بعيدا كل البعد عن برنامج الخصخصه فى شكله المعروف بتخارج الدولة من اصولها لصالح القطاع الخاص.

واضاف كما ان الخصخصة لم تكن يوما نموذجا للفساد، وانما ما شاب بعض عمليات البيع لشركات القطاع العام من لغط وعلامات استفهام حول التقييمات، هو ما يمكن وصفه بالفساد، اما الخصخصه كفكره فهى ليست بهذا السوء الذى يظنه البعض.