#
حكم الصيام في شهر رجب

حكم الصيام في شهر رجب

أكد الشيخ أحمد علي رأفت عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الالكترونية ان الصوم في رجب – سواء أوله أو أيّ يوم فيه – جائزٌ ولا حرج فيه وليس ببدعة.  

واضاف في تصريح خاص لأخبار مصر اليوم الخميس ان  ذهب جمهور الفقهاء – الحنفية والمالكية والشافعية – ذهبوا إلىٰ استحباب الصوم في الأشهر الحُرم، ولا حرج في صيام يوم الجمعة منفردًا إذا وافق العادة، كما لو كان يصوم أولالشهر.
فقد قال العلَّامة المحقق ابن عابدين في “حاشية ابن عابدين” ( رد المحتار ) [376/2] : ( ويكره صوم يوم النيروز والمهرجان إذا تعمده ولم يوافق يومًا كان يصومه قبل ذلك وهكذا قيل في يوم السبت والأحد)اهـ. أي :يكره تعمد صومه إلا إذا وافق يومًا كان يصومه قبل؛ كما لو كان يصوم يومًا ويفطر يومًا أو كان يصوم أول الشهر مثلًا فوافق يومًا من هذه الأيام.
وصرَّح المالكية والشافعية بأن أفضل الأشهر الحرم : المحرم، ثم رجب، ثم باقيها: ذو القعدة وذو الحجة وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:  ” أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ الله الْمُحَرَّمِ “.[ صحيح مسلم في كتاب الصيام.، باب فضل صوم المحرم (1163) (169/3)].
واستحباب صوم رجب هو ظاهر قول النبي – صلىٰ الله عليه وآله وصحبه وسلم – في حديث أسامة بن زيد قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ : ” ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ “.
[ سنن النسائي في كتاب الصيام، صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك (2357) (201/4)].
فدل ذلك علىٰ استحباب صوم رجب، وأن قد جرت السنة علىٰ صومه وتعظيمه.
بل ظاهر هذا الحديث يدل علىٰ جواز صيام الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان خاصةً إذا ضم إليه ما روي عن النبي صلىٰ الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه كان يصوم شعبان كله. 
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله تعالىٰ عنها حدثته قالت: ( لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ : ” خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا “).
[ صحيح البخاري في كتاب الصوم، باب صوم شعبان (1970) (38/3)].
ومذهب الحنفية أنه من المستحب أن يصوم الخميس والجمعة والسبت من كل شهرٍ من الأشهر الحرم، جاء في الفتاوىٰ الهندية ( 201/1) : ( ويستحب صوم الخميس والجمعة والسبت من كل شهر حرام، والأشهر الحرم أربعة ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجبٌ ثلاثة سرد وواحد فرد).
وقال النووي في “شرحه علىٰ صحيح مسلم” ( 8/38) :[ وفي سنن أبي داوود أن رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم ندب إلىٰ الصوم من الأشهر الحرم، ورجب أحدها والله أعلم].
وقال في ” فيض القدير” ( 4/210)  [ قال ابن الصلاح وغيره؛ لم يندب في صوم رجب نهي ولا ندب، وأصل الصوم مندوب في رجب وغيره].

2019-03-07