#
تنفيذا لتكليفات السيسى .. الآثار تكشف عن مشروع تطوير دير سانت كاترين

تنفيذا لتكليفات السيسى .. الآثار تكشف عن مشروع تطوير دير سانت كاترين

تعد مدينة سانت كاترين واحدة من أقدس البقاع على وجه الأرض، بعد مكة المكرمة والقدس الشريف، فهى المكان الوحيد الذى تجلى فيه الله عز وجل لنبى الله موسى، وجاء ذكره فى مختلف كتب الأديان السماوية، فذكر بالوادى المقدس طوى، وجبل التجلى، وجبل المناجاة، والشجرة المباركة مما جعل هذا المكان يتمتع بقدسية وخصوصية شديدة.

وإيمانا من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بهذه المكانة الخاصة، جاءت تكليفاته بالعمل على تطوير مدينة سانت كاترين، ووضعها بمكانتها اللائقة التى تستحقها هذه البقعة الطاهرة المقدسة، وإقامة مدينة سانت كاترين الجديدة، وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية لهذه المدينة، ذات الطابع الأثرى والدينى والبيئى معا، تماشيا مع اتجاهات التنمية المستدامة.

وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن هناك أعمالا لتطوير دير سانت كاترين المسجل على قائمة التراث العالمى قائمة منذ عدة سنوات بالتعاون بين كل الجهات المعنية بالمنطقة، مؤكدا أن أعمال التطوير وفقا لتوجيهات رئيس الوزراء، سوف تراعى عدم المساس بموقع الوادى المقدس، وكذلك الجزء الرئيسى من المحمية الطبيعية، والتأكيد على عدم إقامة أى مبان بهذه المواقع، حفاظا على قدسية وأثرية هذه المواقع.

وكشف ريحان عن ملامح مشروع تطوير دير سانت كاترين، موضحا أنه يجرى حاليا ترميم الجزء الغربى من مكتبة دير سانت كاترين، المكتبة الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها وتضم 4500 مخطوط، إلى جانب ترميم بعض الكنائس داخل الدير مثل كنيسة” اسطفانوس” و “يوحنا”، ووضع نظام إطفاء تلقائى وتحذير ضد الحريق شامل.

وأضاف أنه سيتم تطوير منطقة وادى الدير بوضع نظام إضاءة مناسب وإزالة الأعمدة الكهربائية من باب السلسلة حتى مدخل الدير وإنشاء بوابة أمن للحقائب والأفراد وغرفة مراقبة أمنية وكاميرات مراقبة بكافة أنحاء الدير.

وأكد أن التطوير خارج أسوار الدير يهدف إلى الحفاظ على حرم الدير طبقًا للقرار رقم 508 لسنة 1997، ويضم أربعة مناطق تشمل جبل موسى وحديقة الدير لتصبح مزارا خاصا لما تتمتع به من أشجار نادرة وثلاثة آبار وثلاثة عيون تاريخية ومنحل عسل ومعصرة زيتون، وكانت ضمن المعايير الذى سجلت منطقة سانت كاترين تراث عالمى باليونسكو 2002.

وأشار إلى أنه سيتم دراسة المخاطر البيئية من الزلازل والسيول وكيفية مواجهتها على أن يتم التطوير بالحفاظ على الطبيعة البدوية للمكان ورعاية مصالح أهل المنطقة، كما سيشمل التطوير توفير سيارات كهربائية صغيرة “جولف” لنقل الزوار من منطقة انتظار السيارات إلى الدير إلى جانب وجود طريق للمشاة وطريق للجمال كوسيلة انتقال إلى الدير والدخول إلى المنطقة عبر أبواب منزلقة وليست كهربائية.

وتابع أنه سيتم إقامة بازارات لبيع المنتجات السيناوية والأعشاب الطبية وتوفير لافتات إرشادية وسلال قمامة وعمال نظافة بالموقع، مشددا على عدم السماح بإنشاء مقاهى الموقع ويمكن السماح للقرية البدوية بممارسة هذا النشاط داخل القرية.

وأوضح أنه سيتم أيضا تركيب كاميرات حرارية أعلى قمم الجبال وربطها بالأكمنة لكشف حركة الأجسام عن بعد وتطوير أماكن الجذب السياحية حول الدير وتطوير طريق وادى حبران – دير سانت كاترين، وهو طريق تاريخى حيث عبره نبى الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادى المقدس، واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج من ميناء الطور إلى سانت كاترين، إلى جانب تطوير مطار سانت كاترين وتسيير رحلات طيران يومية من القاهرة إلى سانت كاترين والعودة ورحلات طيران إسبوعية من أثينا إلى سانت كاترين والعودة.

وأكد أن هناك عدة دراسات تجرى حاليا لإعداد مشروع للصوت والضوء بالوادى المقدس وإنشاء “تيلفريك” للوصول إلى جبل موسى والجبال الشهيرة بالمنطقة.

وكشف عن الانتهاء من ترميم الجزء الشرقى من مكتبة دير سانت كاترين كما تم رفع كفاءة وإعادة فهرسة المخطوطات وتنظيم قاعات المكتبة وتوفير كل وسائل الحماية للمخطوطات ومنها عمل أغلفة تقاوم الحرائق والمياه الناتجة عن السيول.

ولفت الى أن أعمال الترميم بدأت عام 2007 حين تقدم رهبان دير سانت كاترين للمجلس الأعلى للآثار بدراسة تفصيلية لأعمال ترميم واجهة المكتبة وتطويرها من الداخل لحمايتها من التدهور وخلال مشروع الترميم أعلن الكشف عن قراءات جديدة لمخطوط (بالمبسست) ، باستخدام تكنولوجيا التصوير متعددة الأطياف، والذى يستخدم على نطاق واسع فى أوروبا وأمريكا الشمالية من أجل استعادة النصوص الممحاة من مخطوطات ( البالمبسست)، بالإضافة إلى استعادة نصوص مخطوطات أصابها الضرر نتيجة النيران أو المياه.

وأضاف أن هذه المخطوطات تتضمن أجزاء من نصوص طبية يونانية قديمة يعود تاريخها إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي، وهذه النصوص تتضمن أجزاء من بحث الطبيب العظيم “هيبوقراط”، موضحا أن مصطلح (بالمبسست) يقصد به المخطوط الذى يتكون من طبقتين بالكتابة أو أكثر.

ونوه الدكتور ريحان إلى ترميم لوحة الفسيفساء أقدم وأجمل فسيفساء فى العالم بكنيسة التجلى والتى تعود إلى القرن السادس الميلادى، وهى من قطع ملونة من الزجاج على أرضية من الذهب المعتم والتى تم ترميمها منذ عام 2005 بواسطة بعثة إيطالية برئاسة الدكتور روبرتو ناردى وافتتحها وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى فى ديسمبر 2017.

وقال إن أعمال التطوير التى تمت فى ذلك الوقت شملت تغيير مسار الزيارة التقليدى من البوابة بالجدار الشمالى الغربى إلى الباب القديم بالجدار الشمالى الشرقى والمعروف بباب الحجاج وكان يدخل منه الحجاج قديمًا بعد نزولهم من جبل موسى ليأخذ الزوار خط سير الحجاج قديمًا إلى الوادى المقدس الذى يضم شجرة العليقة وبئر موسى وكنيسة العليقة المقدسة ثم يتجهوا إلى كنيسة التجلى ثم باقى منشآت الدير وأصبح الباب القديم بالجدار الشمالى الغربى مخصصًا للزيارات الرسمية وتم تزويد المسار الجديد بالخدمات وبازار لبيع الهدايا المتعلقة بالدير.

2020-08-01