#
تصاعد اعمال العنف في اوديسا.. وكييف تحمل موسكو المسؤولية

تصاعد اعمال العنف في اوديسا.. وكييف تحمل موسكو المسؤولية

أ ف ب

اتسعت رقعة التوتر في اوكرانيا لتمتد جنوبا حيث هاجم الالاف من مناصري روسيا مقر الشرطة في اوديسا بعدما ادى حريق الى مقتل عشرات من صفوفهم في اعمال عنف نسبت كييف مسؤوليتها لموسكو متهمة اياها بالسعي الى “تدمير” البلاد.

ويثير التوتر المتزايد في هذه المدينة الساحلية جنوب البلاد المخاوف من اشتعال جبهة جديدة في معركة الحكومة الاوكرانية ضد الناشطين الموالين لروسيا، مع توسيع نطاق عملية عسكرية جارية في الشرق ضد مسلحين يسيطرون على اكثر من 12 مدينة.

وكان حريق في مبنى اتحاد نقابي في اوديسا الجمعة قد ادى الى مقتل 42 شخصا معظمهم من الناشطين الموالين لروسيا بعد معارك مع متظاهرين مؤيدين لكييف.

هذا وقد افرجت الشرطة الاحد عن 67 ناشطا انفصاليا كانت احتجزتهم اثر اعمال العنف في محاولة لتهدئة الاف الاشخاص من مؤيدي موسكو الذين تجمعوا امام مقر شرطة اوديسا، فيما افادت تقارير عن اصابة شخص باطلاق نار في المدينة.

ياتى ذلك فى الوقت الذى اتهم فيه رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك الذي حضر الى اوديسا للمشاركة في الحداد على القتلى ال42، روسيا بتنفيذ خطة “لتدمير اوكرانيا ودولتها”.

وفي هذا الوقت احتشد الالاف من انصار وحدة اوكرانيا بوسط مدينة اوديسا في جنوب اوكرانيا مساء الاحد، وقد اعتمر بعضهم خوذات وتسلح بهراوات، ثم انطلقوا في مسيرة نحو المقر الاقليمي للشرطة حيث قابلهم رئيس المقر.

واطلق المتظاهرون هتافات وطنية مثل “اوديسا في اوكرانيا” والمجد لاوكرانيا” وانشدوا السلام الوطني، ولدى وصولهم الى مقر الشرطة كان في انتظارهم الجنرال ايفان كاتيرينتشوك قائد شرطة منطقة اوديسا وكان في زيه المدني محاطا باثنين من مساعديه.

وخاطب قائد الشرطة المتظاهرين بواسطة مكبر للصوت قائلا لهم “الجميع سواسية امام القانون، ولهذا فانا أعول على مساعدتكم ودعمكم”، مضيفا “اوكرانيا موحدة واوديسا جزء من اوكرانيا”، وهي العبارة التي قابلها المتظاهرون بالتصفيق والهتاف.

وبعدها توجه المتظاهرون بهدوء الى مبنى “دار النقابات” الذي احترق الجمعة ورفعوا فوق صاريته مجددا العلم الاوكراني الذي كان موالون لروسيا انزلوه السبت واحرقوه.

ورغم ان موسكو اقرت بارسال قوات الى القرم قبيل ضم شبه الجزيرة الاستراتيجية في شهر مارس، فهي تنفي الضلوع في اعمال العنف في شرق اوكرانيا، وتحمل حكومة كييف والجهات الغربية الداعمة لها مسؤولية ذلك.

وفي بادرة دبلوماسية، اعلن الكرملين ان رئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا ديدييه بورخالتر سيزور موسكو الاربعاء لمحاولة “نزع فتيل التوتر في اوكرانيا” وذلك بعد الافراج السبت عن مراقبي المنظمة الذين احتجزهم انفصاليون موالون لروسيا لمدة ثمانية ايام.

وجاء الاعلان عن زيارة بورخالتر اثر اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي اعلنت لاحقا ان روسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا ستناقشان سبل اطلاق حوار وطني في اوكرانيا.

وقال الكرملين في بيان الاحد ان “بوتين وميركل شددا على اهمية القيام بتحرك دولي فعال وخصوصا من جانب منظمة الامن والتعاون في اوروبا، من اجل خفض التوتر في اوكرانيا”.

من جهتها، قالت كريستيان فيتز المتحدثة باسم ميركل في بيان انه خلال اللقاء بين بوتين وبورخالتر “يجب ان تناقش سبل عقد طاولات مستديرة تحت اشراف منظمة الامن والتعاون في اوروبا، تسهل قيام حوار وطني قبل الانتخابات الرئاسية” الاوكرانية المقررة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.

واضاف الكرملين في بيان اصدره عقب المكالمة بين ميركل وبوتين ان الاخير شدد “على الحاجة الى اقامة حوار مباشر بين سلطات كييف الحالية وممثلي مناطق جنوب شرق البلاد” التي تشهد حركة تمرد انفصالية مؤيدة لروسيا.

من جهة اخرى دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الاحد الى عقد مؤتمر جنيف ثان لبحث الوضع في اوكرانيا.

هذا وكان ممثلون عن اوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي قد توصلوا في جنيف في منتصف ابريل الى اتفاق يهدف الى خفض التوتر في اوكرانيا واعادة الاستقرار السياسي اليها، الا ان هذا الاتفاق بقي حبرا على ورق واستمر التصعيد على الارض في اوكرانيا.

2014-05-05