#
بعد غد.. “واحد توت” بداية السنة المصرية القديمة 6262

بعد غد.. “واحد توت” بداية السنة المصرية القديمة 6262

تبدأ بعد غد الجمعة أولى أيام السنة المصرية (6262) والسنة القبطية (1737) الجديدة “عيد النيروز” حيث يعتمد التقويم القبطي بشكل أساسي على التقويم المصري القديم, الذي يطلق عليه التقويم الشمسي “النجمي” فمنذ عام 6255 قبل الميلاد أهدى المصري القديم للعالم أقدم تقويم عرفته البشرية والذي تحتفل به مصر يوم 11 سبتمبر من كل عام. 


وعن تاريخ التقويم المصري القديم, قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إن قدماء المصريين احتفلوا بهذا اليوم ويسمونه (ني – يارو) بمعنى يوم الانتهاء والاكتمال كموعد لاكتمال الفيضان وهو ما تحول بعد ذلك إلى ما يسمى بعيد النيروز المصري.

موضحا أن هذا التقويم نتج عن شغف المصري القديم بنهر النيل وحرصه على رصد فيضانه ونتيجة مراقبة المصري القديم لنجم “سبدت” أو سيروس وهو نجم الشعرى اليمانية لعدة سنوات حيث توصلوا إلى تحديد طول دورته الفلكية بدقة متناهية.

وأضاف أن المصريين القدماء حددوا طول السنة الشمسية ب` 365 يوما و 5 ساعات و49 دقيقة و 45 ونصف ثانية أي بفارق يوم كل 127 سنة وبذلك وضعوا المقياس الزمني الذي يعلن ميعاد الفيضان وهو يوم ميلاد العام والذي أطلقوا عليه (التقويم التحوتي) نسبة إلى المعبود تحوت إله المعرفة وقياس الزمن.

وأوضح ريحان أن المصري القديم قسم السنة إلى ثلاثة فصول طبقا لطبيعة حياته الزراعيةوهي فصل الفيضان وبذر البذور وفصل الحصاد أو الربيع, وتكونت السنة من 12 شهرا ومجموع أيام السنة 360 يوما ثم أضافوا إليها الأيام الخمسة المنسية التي ولد فيها الآلهة الخمسة (أوزورويس- إيزيس- نفتيس- ست- حورس)

ثم أضافوا إليها يوما سادسا كل أربع سنوات قدموه هدية للمعبود (تحوت) ,الذي علمهم الحرف والكلمة والتقويم.

وبالنسبة لأسماء شهور السنة المصرية, قال خبير الآثار إن قدماء المصريين أطلقوا أسماء على الشهور حمل أولها اسم (تحوت) والذي يوافق أوله 11 سبتمبر من السنة الميلادية موضحا أن التقويم القبطي استخدم بعد ذلك نفس الشهور المصرية القديمة حيث يبدأ التقويم القبطي بشهر( توت) والذي يقابله فرعونيا (تحوت) ويبدأ من 11 سبتمبر إلى 10 أكتوبر.

وأضاف أنه يليه شهر (بابة) ويقابله (حابى) من 11 أكتوبر إلى 10 نوفمبر ثم (هاتور) ويقابله (حتحور) من 11 نوفمبر إلى 9 ديسمبر, و(كيهك) ويقابله من 10 ديسمبر إلى 8 يناير, و( طوبة) ويقابله ( أمسو- خيم) من 9 يناير إلى 7 فبراير, و(أمشير) ويقابله (ميجير) من 8 فبراير إلى 9 مارس.

وتابع ريحان أنه يأتي بعد ذلك شهر (برمهات) ويقابله (مونت) من 10 مارس إلى 8 أبريل, ثم (برمودة) ويقابله (رنو) من 9 أبريل إلى 8 مايو, و(بشنس) ويقابله (خنتى) من 9 مايو إلى 7 يونيو, و(بؤونة) من 8 يونيو إلى 7 يوليو, و(أبيب) ويقابله( أبيده) من 8 يوليو إلى 6 أغسطس و(مسرى) ويقابله (مس أو رى) من 7 أغسطس إلى 5 سبتمبر ,وأخيرا ( نسئ) من 6 سبتمبر إلى 10 سبتمبر.

وأردف خبير الآثار قائلا ” إنه من التقاليد الإنسانية التي سنها قدماء المصريين خلال أيام (النسئ) أن ينسى الناس الخلافات والضغائن والمنازعات وتقام مجالس الصلح بين العائلات المتخاصمة وتحل كثير من المشاكل بالصفح وتناسي الضغائن, ليبدأ عيد رأس السنة بالصفاء والإخاء والمودة بين الناس, وكان يتسابق المتخاصمون لزيارة بعضهم البعض ويقتسموا كعكة العيد بين تهليل الأصدقاء وسعادتهم بالود والحب بين الجميع”.

وأوضح أن المصري القديم كان يقيم كرنفالا للزهور في عيد رأس السنة ابتدعته الملكة “كليوباترا” ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بجلوسها على العرش مع عيد رأس السنة, مشيرا إلى أن التقويم المصري انتقل عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا عندما أهدت كليوباترا تقويم مصر الشمسي إلى يوليوس قيصر, وكلفت العالم المصري “سوسيجين” بجامعة الإسكندرية بنقل التقويم المصري للرومان ليحل محل تقويمهم القمري, وأطلقوا عليه اسم “التقويم القيصري”.

وأضاف ريحان أن هذا التقويم عملت به روما وبلاد أوروبا عدة قرون حتى قام البابا جريجوري الثالث بتعديله عام 1852م, وهو التقويم العالمي الحالي وهو في جوهره عمل مصري منحه المصريون القدماء لكل البشرية كما انتقلت مع التقويم تقاليد الاحتفال برأس السنة.

وحول مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية أشار الدكتور ريحان إلى أنها كانت تتضمن صناعة الكعك والفطائر والتي انتقلت بدورها من عيد رأس السنة لمختلف الأعياد وأصبح لكل عيد نوع معين منها, وكانت تزين الفطائر بالنقوش وقد اتخذ عيد رأس السنة في الدولة الحديثة مظهرا دنيويا ليتحول لعيد شعبي له أفراحه ومباهجه وكان يخرج المصريون للحدائق والمتنزهات والحقول يستمتعون بالورود والرياحين وإقامة الحفلات ومختلف الألعاب والمسابقات ووسائل الترفيه تاركين وراءهم متاعب حياة العام الماضي وهمومه في أيام النسئ أو الأيام الخمسة المنسية من العام.

موضحا أن الأكلات المفضلة في عيد رأس سنة قديما كانت هي بط الصيد, والأوز الذي يشوى في المزارع, والأسماك المجففة. 

2020-09-09