#
بعد سيطرتها على “أخطر سد فى العالم”.. داعش تهدد الموصل بالغرق وبغداد بالظلام

بعد سيطرتها على “أخطر سد فى العالم”.. داعش تهدد الموصل بالغرق وبغداد بالظلام

يهدد المتمردون سدود العراق وسط مخاطر من تدفق موجات هائلة من المياه منها إذا ما تعرضت للتفجير على أيدي الإرهابيين، بحسب تقرير لمجلة “فورن بوليسي”.

وجدد متمردو تنظيم الدولة الإسلامية – التي كانت تعرف بداعش – الإثنين الماضي مؤخرًا هجومهم في محافظة الأنبار، متجهين صوب أبرز السدود الكهرومائية في قضاء حديثة. وكانت سلامة السدود تقلق المسؤولين الأميركيين منذ سنوات وكانت حماية ثاني أكبر السدود في البلاد لها الأولوية خلال اجتياح 2003.

وفي نفس الوقت، فإن أكبر سدود البلاد – سد الموصل – يقع قريبًا من مرتع نشاطات الدولة الإسلامية ويشكل خطرًا كبيرًا حتى لو لم يفتح الإرهابيون بوابات السد أو يفجرونه.

ويقول العلماء إن ذلك السد إذا ما انهار فإن مدينة الموصل ستغرق خلال ساعات وسيتدفق جدار من المياه بارتفاع 15 قدمًا باتجاه بغداد.

وحسب معهد دراسات الحرب، فإن المتمردين استأنفوا التحرك صوب سد حديثة مرة أخرى الأربعاء الماضي.

وتمثل المنشآت الكهرومائية العراقية نقطة ضعف في الحرب على داعش، ويمثل سد حديثة المعرّض للخطر تهديدًا لغرب وجنوب العراق، إذ إنه يوفر الطاقة للعاصمة ويسيطر على إمدادات مياه الري إلى المصب، وباستخدام سد حديثة، يمكن لداعش إغراق المزارع وتعطيل إسالة مياه الشرب كما فعلت مع سدة صغيرة قرب الفلوجة. ويأمل المتمردون الضغط على حكومة بغداد عن طريق تهديد مدن كربلاء والنجف.

ويعتبر سد حديثة جزءًا حاسمًا من البنية التحتية العراقية، كما أن خزانه الهائل – بحيرة القادسية – تعتبر سلاحًا محتملا للدمار الشامل، وخلال اجتياح 2003 سيطرت وحدة من الجيش الأميركي على السد لمنع قوات صدام من تدميره والتسبب بفيضان هائل، وفي 2005 هاجم المتمردون سد حديثة مرتين بأجهزة متفجرة تسبب بالكثير من الأضرار.

وبعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، بدأ الوضع الأمني في حديثة يسبب المتاعب، ففي 2009 وجد المفتش العام لإعمار العراق أن مبلغ مليون دولار لا يكفي لحماية الوضع الأمني في الموقع؛ فمثلا كان هناك محيط من جدار بني بناء سيئًا كانت تتساقط منه بعض الأجزاء عندما قام الأميركيون بتفقد الموقع، وحينها ذكر التقرير المرفوع “أن تدمير السد سيؤثر كثيرًا على وظيفة الشبكة الكهربائية في البلاد ويسبب فيضانًا كبيرًا”.

وإن كان سد حديثة لا يسبب صداعًا كافيًا، فإن سد الموصل يمكن أن يسبب داء الشقيقة، فإنه يقع قريبا شمال معقل داعش الجديد. والأسوأ من ذلك أن بإمكانه أن يطلق العنان لسيل من الدمار حتى من دون عملية تخريب، فعند بنائه في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، أطلق عليه لقب “أخطر سد في العالم” حسب تقرير فرقة الهندسة في الجيش الأميركي عام 2006.

وبُني السد على أساس غير مستقر من الصخور القابلة للذوبان في الماء في منطقة معرضة للانجراف.

ونتيجة لذلك، كان يتم حقنه بمادة الجص على مدار الساعة للحفاظ على سلامته الهيكلية، وحث الجنرال ديفيد بترايوس القائد الأميركي السابق في العراق، رئيس الوزراء نوري المالكي في 2007 على إعطاء أسبقية لتقوية ودعم السد ومعالجة مشاكله بتمويل يبلغ 27 مليون دولار.

وإذا ما عطّل المتمردون صيانة السد، فيمكن أن يتدهور أكثر أو حتى يتصدع.

ويقول الباحثون إنه بإمكان السد دفع كمية من المياه تبلغ 50 مليون غالون في الثانية باتجاه الموصل، ويمكن أن تغرق أكثر من نصف المدينة بمياه يبلغ ارتفاعها 25 مترًا خلال ساعات، كما يمكن أن تغرق بغداد بمياه ترتفع لأربعة أمتار خلال ثلاثة أيام، ويمكن أن تمحو أكثر من 250 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية الرئيسية في البلاد.

وفي بداية العام الحالي توصل الباحثون إلى أن الإجراء الوحيد الذي يمكن اتخاذه لتقليص حجم المخاطر على السكان، هو بناء سد آخر على مجرى النهر، وبدأ البناء على سد بادوش في سنوات التسعينيات إلا أنه لم يكتمل أبدا.

2014-07-05