#
السيسى لـ”عكاظ”: مصر لديها رؤية واضحة ومحددة وأولوياتها دقيقة

السيسى لـ”عكاظ”: مصر لديها رؤية واضحة ومحددة وأولوياتها دقيقة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر واعية لكل ما يدور حولها ومدركة لما يجب عليها أن تفعل لأن لديها رؤية واضحة ومحددة وأولويات دقيقة تحكمها حسابات مدروسة كما أن لها دور حيوى وسياسات ثابتة يجب التمسك بها والعمل على تنفيذها فى المكان والزمان المناسبين دون تهور أو اندفاع وبما يحافظ على دورها الإقليمى ومساهمتها الفعالة فى تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم.

وشدد الرئيس السيسى – فى حواره مع رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعودية (الجزء الرابع والأخير) – على ضرورة مسارعة دول المنطقة إلى العمل المشترك وتحقيق التكامل البينى وتعزيز الثقة فيما بينها مع الاستعانة بمقدرات أوطاننا وشعوبنا لإبعاد دولنا وشعوبنا عن التعرض لمزيد من الأخطار.

وقال “إنه مازال فى الوقت متسع لتجميع الصفوف وتعزيز الثقة للبناء على المشتركات وتجسير الفجوات القائمة وإعادة الحياة من جديد إلى العمل العربى المشترك، لافتا إلى أن مصر مع إرادة الشعب الليبى واستقرار واستقلال ليبيا مشيرا إلى أن تعرض ليبيا إلى أى أخطار يعنى الضرر بمصر بصورة مباشرة داعيا الشعب الليبى إلى الصمود خلف برلمانه المنتخب وحكومته الشرعية”.

وأضاف السيسي أن مصر والسودان بلدان يجمعهما مصير واحد ولا خيار أمامهما إلا بالتكامل والتعاون والتشاور والتنسيق الدائم في كل صغيرة وكبيرة، مؤكدا أن السودان يحتاج إلى مصر.. ومصر لا تستغني عن السودان”.

ولفت الرئيس السيسي إلى أن شباب مصر الذي قدم صورة وطنية راقية في التضحية وصنع التغيير الذي نعيشه هو الذي يقود مسيرة البلاد نحو المستقبل المنشود, قائلا “إن شباب مصر من مختلف مواقعه في الجامعة أو المدرسة أو القوات المسلحة أوأجهزة الأمن المختلفة وفي كل محافظة ومدينة وقرية هو الذي يؤمن مصر الحاضر ويعمل على تنميتها من أجل المستقبل”.

وأضاف أن المصريين قادرون بإذن الله على أن يكونوا على مستوى التحدى.. وسوف يثبتون للعالم أنهم قادرون على تجاوز كل الصعاب وتعزيز إرادة التغيير المستمدة من إرادة الله ثم من عزيمتهم الصلبة لرسم ملامح المستقبل وتحويلها إلى إنجازات تقوم على الجمع بين الأمل والعمل.

ونوه السيسي بضرورة المحافظة على مصر قوية واستثمار قدراتها وإمكاناتها وطاقات شعبها الهائلة لصنع المستقبل الأفضل للإنسان المصري.

وردا على سؤال حول استدراج مصر إلى مناطق التوتر فى الصراعات المحيطة وذلك فى الوقت الذى تعمل فيه مصر على تثبيت أركانها بجهود مضاعفة قال الرئيس السيسى “إن مصر واعية لكل ما يدور حولها.. ومدركة لما يجب عليها أن تفعل لأن لديها رؤية واضحة ومحددة وأولويات دقيقة تحكمها حسابات مدروسة.. فبقدر ما نحن مهتمون كل الاهتمام بإعادة بناء بلادنا وتنمية كافة أوجه الحياة فيها, فإننا نعيش هموم وأوضاع منطقتنا جيدا ولن نقف منها موقفا سلبيا لا يتجاوز حدود المشاهدة لأن لمصر أدوارا حيوية لا يمكن أن تتخلى عنها”.

وأضاف “كما أن لمصر سياسات ثابتة يجب التمسك بها والعمل على تنفيذها في المكان والزمان المناسبين دون تهور أو إندفاع وبما يحافظ على دورنا الإقليمي ومساهمتنا الفعالة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، مؤكدا أن الاستدراج الذي تتحدثون عنه شيء والمشاركة الفعالة في إنقاذ المنطقة من الانهيار شيء آخر.. ونحن نزن الأمور بميزان دقيق فلا إفراط ولا تفريط فمصر كبيرة بتاريخها وبجيشها وقبل هذا وذاك بشعبها الذي يعي مسؤوليته جيدا ويحرص على محافظة بلاده على مكانتها في الإقليم وعلى المستوى الدولي على حد سواء”.

وردا على سؤال حول التفاؤل بعودة حالة الاستقرار والهدوء إلى المنطقة بشكل عام وفي العراق وسوريا بصورة أكثر تحديدا قال الرئيس السيسى “إن التفاؤل مطلوب لكن لا يكفي لإبعاد دولنا وشعوبنا عن التعرض لمزيد من الأخطار فنحن بحاجة إلى العمل وإلى الثقة ببعضنا البعض وإلى الاعتماد, بعد الله سبحانه وتعالى, على شعوبنا وليس على غيرها وعلى الاستعانة القصوى بمقدرات أوطاننا الهائلة لتمكيننا من الصمود وإلا فإن الوضع خطير للغاية.. وإذا نحن لم نسارع بالعمل المشترك وتحقيق التكامل بيننا فإننا نفرط كثيرا في أمانتنا تجاه أوطاننا وشعوبنا”.

وردا على سؤال حول التأخر في العمل وفق هذا المنظور بتعرض العديد من الدول العربية لمختلف أشكال الفوضى قال الرئيس السيسى “مازال أمامنا متسع من الوقت لتجميع صفوفنا وتعزيز الثقة بين بعضنا البعض بهدف البناء على المشتركات وتجسير الفجوات القائمة بيننا وإعادة الحياة من جديد إلى العمل العربي المشترك ودرء الأخطار عن دولنا وأوطاننا وشعوبنا.. والمهم الآن هو ألا نتأخر أكثر مما تأخرنا”.

وبشأن الوضع فى ليبيا وتأكيد مصر أنها مع السلطة الشرعية والجيش هناك قال الرئيس السيسى “مصر مع إرادة الشعب الليبي وإذا طلب منا هذا الشعب ما يراه محققا لسلامة واستقرار بلاده فإننا لن نتردد في الوقوف إلى جانبه ودعم مطالبه”.

وأضاف ردا على سؤال هل سيكون هذا الدعم عسكريا أو سياسيا فقط “أن مصر لا تتدخل في شؤون الآخرين بأي حال من الأحوال.. كلنا سنقف إلى جانب الشعب الليبي وسلطته الشرعية وجيشه المؤمن بحقوق وطنه في الاستقرار والحفاظ على استقلاله وضمان سيادته على كامل أراضيه ومنع تفكك أجزائه.. وعلينا أن ندرك أن تعرض ليبيا لأي أخطار يعني تضرر مصر بصورة مباشرة.. وهذا الأمر لن نسمح به بأي حال من الأحوال”.

وحول التوقعات بشأن التطورات الراهنة فى ليبيا ولاسيما في ظل اصطفاف أطراف إقليمية حول القوى المتطرفة بداخلها، أوضح الرئيس السيسى أنه إذا استمر صمود الشعب الليبي خلف برلمانه المنتخب وحكومته الشرعية وبدعم صادق ومخلص وأمين من أشقائه وأصدقائه فإنه لا خوف على ليبيا.

وتابع “ونحن من جانبنا متيقظون لكل ما يحدث في الداخل الليبي أو من خارج ليبيا وما نريده هو أن تنتصر في النهاية إرادة الليبيين أنفسهم على عوامل التخريب والتدمير لمقدرات الدولة الليبية وهم قادرون بإذن الله تعالى على إبعاد وطنهم عن كل ما سيؤدي به إلى المزيد من الفوضى والخروج به من هذه الحالة المؤسفة وإعادة بنائه على أسس مؤسساتية تساعد على قيام دولة حديثة بكل المقاييس, والليبيون يستحقون ذلك قادرون
على تحقيقه إذا اجتمعت كلمتهم”.

وحول علاقات مصر والسودان, قال الرئيس السيسى “نحن بلدان يجمعهما مصير واحد.. ولا خيار أمامهما إلا بالتكامل والتعاون والتشاور والتنسيق الدائم في كل صغيرة وكبيرة.. ودعك مما يردده البعض من مثيري الفتن بين دولنا وشعوبنا.. لقد اتفقنا على أشياء كثيرة.. فالسودان يحتاج إلى مصر.. ومصر لا تستغني عن السودان.. وباختصار شديد فإن مصر تعرف جيدا احتياجات وأولويات السودان ولن تتأخر عن دعمه بكل ما تستطيع.. وعلى كل المستويات من طرق ومشاريع وضرورات قصوى من شأنها أن تساعده على استمرار عجلة التنمية دون توقف”.

وردا على سؤال عن وجود تقارب بين السودان وإيران في وقت تعاني فيه المنطقة من التدخلات الإيرانية?, قال الرئيس السيسى “السودان دولة مستقلة وهي تملك قراراتها وترسم توجهاتها بنفسها.. ولا أظنها بالأغلبية الساحقة فيها وبثقافتها تتجه نحو خيار كهذا بالرغم من حاجتهم إلى الدعم والمؤازرة وهو الدعم الذي لا يجب أن نتأخر نحن أشقاؤها في تقديمه لهم.. وما يعنينا في مصر هو أن يظل السودان قويا ومتماسكا وأن يتم العمل بالتعاون والتفاهم والتشاور المستمر على إبعاده عن كل الأخطار.. ونقول هذا لأنفسنا كما نقوله لكل الدول العربية الشقيقة والصديقة لأن بقاء السودان قويا هو في مصلحة الجميع″.

وردا على سؤال بشأن شباب مصر وماذا يريد الرئيس أن يقول لهم لاسيما وأن هناك من يحاول أن يسمم عقولهم ويشككهم في قدرة بلادهم على الإنطلاق إلى المستقبل الأفضل تحقيقا لتطلعاتهم، قال الرئيس السيسى “الذين يتحدثون عن شباب مصر بهذه الصورة لا يعرفونه على حقيقتهولا يفهمون لماذا قام بثورتين متعاقبتين خلال عامين, ولا كيف يفكر في المستقبل ولا كيف يعمل الآن على تأمين سلامة بلده.. إن شباب مصر من مختلف مواقعهم في الجامعة أو المدرسة أو القوات المسلحة أو أجهزة الأمن المختلفة وفي كل محافظة ومدينة وقرية هو الذي يؤمن مصر الحاضر ويعمل على تنميتها من أجل المستقبل.. وأستطيع أن أقول إن شباب مصر الذي قدم صورة وطنية راقية في التضحية وصنع التغيير الذي نعيشه هو الذي يقود مسيرة مصر نحو المستقبل المنشود”.

وحول خطط وبرامج الدولة للشباب, أضاف السيسى “بكل تأكيد.. فنحن وإن كانت الإمكانات الحالية محدودة لمواجهة مختلف التحديات التي تعترض طريقنا إلا أن عشرات المشاريع والبرامج والتصورات التي فرغنا منها أو باشرنا العمل فيها كلها تؤدي إلى ذات الأهداف التي تتحدثون عنها.. فنحن نعيد صياغة الحياة المصرية وثقافة الإنسان ونعمل على تهيئة بيئة العمل الصالحة وتنويع فرصه”.

وطالب الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وكافة النخب ووسائل الإعلام بالتعاون من أجل تحقيق تطلعات الشباب وآماله، مؤكدا أنها تطلعات مشروعة وواجبة التحقيق لقيام دولة العدالة والديمقراطية, وذلك جنبا إلى جنب مع قيام مؤسسات الدولة والقطاع الخاص بواجبها في هذا الاتجاه وغيره, وتابع “ولدي الثقة القصوى في أن أرى شباب مصر في كل موقع ومكان يليق به ويمكنه من تحقيق تطلعات وطنه في حياة كريمة وآمنة ومستقرة.. وسوف ترون هذا الشباب بكل تأكيد من خلال كافة مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية وفي كل ميادين العمل والنشاط كقوة منتجة وفعالة ولديها الكثير مما يمكن أن تقدمه ليس فقط لمصر وإنما لأمتها العربية أيضا”.

وعن ما إذا كان هذا التصور واضح أمام الحكومة وفي كل أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع، قال الرئيس السيسى “نعم.. وسوف نراه بصورة أكثر وضوحا بعد انتخاب مجلس النواب الجديد وكمسؤولية أساسية تقع على كاهل الحكومة عند ذاك بإذنه تعالى”.. وأضاف “وأريد أن أوكد على أن مستقبل مصر الذي نشترك الآن جميعا في رسم ملامحه وتحويلها إلى إنجازات في بضع سنوات يقوم على الجمع بين الأمل والعمل.. وكل المصريين إن شاء الله على مستوى التحدي وسوف يثبتون للعالم أنهم قادرون على تجاوز كل الصعاب وتعزيز إرادة التغيير المستمدة من إرادة الله ثم من عزيمتهم الصلبة”.

وردا على سؤال حول ما إذا كان قد بدأ التفكير من الآن في الدورة الرئاسية الثانية قال الرئيس السيسى “شغل مصر الشاغل الآن وشعبها العظيم ومؤسسة الرئاسة وحكومتها هو كيف نحافظ على مصر قوية.. لأن مصر تستحق منا جميعا أن نصونها ونحميها ونستثمر قدراتها وإمكاناتها وطاقات شعبها الهائلة لصنع المستقبل الأفضل للإنسان المصري ولأن مصر أكبر من الكرسي وأعظم من شهوة السلطة ومستقبلها في رقبتنا”.

2014-10-30