#
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ..100 عام علي ميلاده

الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ..100 عام علي ميلاده

جمال عبد الناصر .. زعيم القومية العربية

كتب :ناصر سند

هو ثانى رؤساء جمهورية مصر العربية بعد زوال الملكية اثر ثورة 1952 , ويطلق عليه لقب  “زعيم القومية العربية “إذ يعد أشهر زعماء العرب في القرن العشرين، ومثار جدل حقيقي بين مختلف فئات الشعوب العربية من محيطها إلى خليجها؛ حتى وقتنا هذا .

ولد عبد الناصر بالإسكندرية عام 1918م لأسرة تعود بجذورها إلى بلدة بني مر بمحافظة أسيوط، والتحق بالكلية الحربية عام 1937 ليتخرج ضابطاً في عام 1938 ,فقد جرى استعجال تخريج دفعات الضباط في ذلك الوقت لتوفير عدد كافي من الضباط لسد الفراغ الذي تركه انتقال القوات البريطانية إلى منطقة قناة السويس.

التحق جمال عبد الناصر فور تخرجه بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد في الصعيد، ليلتقى هناك بكل من زكريا محيى الدين وأنور السادات.

وفى عام ١٩٣٩ طلب جمال عبد الناصر نقله إلى السودان، فخدم في الخرطوم ، وهناك قابل زكريا محيى الدين وعبد الحكيم عامر ، وفى مايو ١٩٤٠ رقى إلى رتبة الملازم أول.

ظل عبد الناصر يترقى فى عمله العسكرى إلا ان فكرة الثورة على العدو البريطانى بدأت تترسخ فى عقله تمام الرسوخ ،وأثناء ذلك تزوج من زوجته ” تحية ” والتى انجبت له خمسة أبناء بنتين وثلاثة أولاد .

شارك عبد الناصر في حرب فلسطين عام 1948م، حيث حوصرت فرقته في منطقة الفالوجا أكثر من أربعة أشهر، ولقد كان لتجربة حرب فلسطين آثاراً بعيدة على عبد الناصر ، وذلك بعد  أن رأى بعينه الموت يحصد أرواح جنوده وزملائه .

فى مايو عام ١٩٥١م  رقى عبد الناصر إلى رتبة البكباشى (مقدم) وفى نفس العام اشترك مع رفاقه من الضباط الأحرار سراً في حرب الفدائيين ضد القوات البريطانية في منطقة القناة التي استمرت حتى بداية عام ١٩٥٢م .

وعقب قيام ثورة 1952 صدر قرار من مجلس قيادة الثورة وبإسناد رئاسة الجمهورية إلى محمد نجيب ,أما عبد الناصر فقد تولى أول منصباً عاماً كنائب رئيس الوزراء ووزير للداخلية , وفى الشهر التالي ترك جمال عبد الناصر منصب وزير الداخلية – الذي تولاه زكريا محيى الدين – واحتفظ بمنصب نائب رئيس الوزراء .

 وفى ١٧ أبريل ١٩٥٤ تولى جمال عبد الناصر رئاسة مجلس الوزراء ,وبعدها بعد أشهر قرر مجلس قيادة الثورة إعفاء محمد نجيب من جميع مناصبه على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغراً وأن يستمر مجلس قيادة الثورة في تولى كافة سلطاته بقيادة جمال عبد الناصر.

وفى ٢٤ يونيه عام ١٩٥٦م انتخب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور ١٦ يناير ١٩٥٦ ـ

وسيظل التاريخ يذكر لعبد الناصر عدة قرارات هامة منها قرار تأميم قناة السويس في عام 1956 , لتمويل بناء السد العالي ، وذلك بعد انسحاب كل من البنك الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا من عملية التمويل، وهو القرار الذي أدى إلى قيام إسرائيل وفرنسا وبريطانيا بعدوانها الثلاثي على مصر في ذلك العام، والذي انتهى إلى نصر سياسي كبير للرئيس عبد الناصر.

كما يعد بناء ناصر للسد العالي من أهم وأعظم إنجازاته على الإطلاق؛ حيث حمى مصر من أخطار الفيضانات، كما أدى إلى زيادة الرقعة الزراعية بنحو مليون فدان، بالإضافة إلى ما تميز به باعتباره المصدر الأول لتوليد الكهرباء في مصر، وهو ما يوفر الطاقة اللازمة للمصانع والمشروعات الصناعية الكبرى.

كذلك، يحسب لناصر التحولات التي أدخلها في إطار سياسة الإصلاح الزراعي، والتي عادت بالنفع على ملايين الفلاحين الكادحين.

وعلى الصعيد الخارجي، وإضافة إلى انتصاره السياسي خلال العدوان الثلاثي، ساند عبد الناصر حركات التحرر الوطني في الدول العربية والأفريقية وبالأخص ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي في الفترة من 1954 إلى 1962، وثورة اليمنضد الحكم الملكي الامامي الذي اتسم بالتخلف والاستبداد، وثورة العراق على الحكم الملكي في 14 يوليو 1958.

تمكن عبد الناصر من تحقيق الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، والتي لم تلبث أن انفرط عقدها في عام 1961.

من انجازات ناصر أيضا، قيامه بكسر حصار التسليح الغربي بابرام صفقات مع المنظومة الشرقية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي السابق وذلك على الرغم من ظروف الحرب الباردة .

ولمواجهة لضغوط الحرب الباردة على الدول النامية، قام ناصر بتأسيس منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغوسلافي خلال مؤتمر باندونج في عام 1955.

ومقابل تلك الانتصارات المتتالية لمصر عبد الناصر في الداخل والخارج،  أبت القوي الاستعمارية أن تمضي أرض الكنانة في طريقها الثابت نحو القوة والتقدم والاستقرارووحدة الأمة العربية فكانت حرب الخامس من يونيو لعام  1967 ، والتي أدت إلى احتلال شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان السورية.

وكعهد مصر العروبة بناصر وبرجال القوات المسلحة البواسل أنهم لا يستسلمون مهما كانت التحديات، قام الزعيم الخالد بالنهوض مرة أخرى هو وجيش مصر وشعبها ليخوض حربا ضروسا هي حرب الاستنزاف ، وكان من أبرز أعماله في تلك الفترة بناء شبكة صواريخ الدفاع الجوي.وتعد حرب الاستنزاف تمهيدا حقيقيا لنصر أكتوبر العظيم .

توفي الزعيم جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر عام 1970 م اثر اصابته بأزمة قلبية ,لتسود حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي اينذاك , حضر جنازة عبد الناصر في القاهرة من خمسة إلى سبعة ملايين مشيع ،بخلاف كافة رؤساء الدول العربية .

2018-01-15