الحادي عشر من ديسمبر ..ذكري ميلاد نجيب محفوظ (نبض الحارة المصرية)

معه .. تعيش في قلب الحارة المصرية وأزقتها بكل بتفاصيلها حتى البسيطة منها .. يأخذك بقلمه إلى عوالم لم يرتدها غيره .. ودروب مهدها نجيب محفوظ بنفسه .. فاستحق أن يكون عميدا للرواية العربية.. ولد نجيب محفوظ في حي الجمالية وهو أحد أحياء منطقة الحسين بمدينة القاهرة في 11 ديسمبر 1911 .. أمضى طفولته في الجمالية ثم انتقل وعائلته إلى العباسية والحسين والغوريه .. وهي أحياء القاهرة القديمة التي أثارت اهتمامه في أعماله الأدبية وفي حياته الخاصة. تخرج في جامعة القاهرة وحصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة في ثلاثينيات القرن الماضي .. وأثناء إعداده لرسالة الماجستير وقع نجيب محفوظ فريسة لصراع حاد في نفسه بين متابعة دراسة الفلسفة وميله إلى الأدب .. الذي نمى شغفه به في السنوات الأخيرة لتخصصه بعد قراءات كثيرة لكبار الكتاب مثل العقاد وطه حسين .. بدأ محفوظ كتابة القصة القصيرة عام 1936 بشكل رسمي .. لكنه كان قد نشر أول قصة قصيرة له بالمجلة الجديدة الأسبوعية الصادرة يوم 3/8/1934 بعنوان (ثمن الضعف) .. استمر في كتابة القصص والروايات إلا أن موهبته تجلت في ثلاثيته الشهيرة بين القصرين وقصر الشوق والسكرية) التي انتهى من كتابتها عام 1952 والتي لم يتسن له نشرها قبل العام 1956 نظرا لضخامة حجمها. كانت الثلاثية ملحمة عظيمــة أبدعها محفوظ وتصور الواقع الاجتماعي والتجربة الإنسانية في الحياة وربما تكون أعظم عمل أدبــي قام به نجيب محفوظ في الأدب العربي في العصر الحديث .. اضيف إليه نحو 50 رواية كتبها على مدى 70 عاما .. وترجمت معظم أعماله الي 33 لغة في العالم. رصد نجيب محفوظ في أعماله حياة الطبقة الوسطى في أحياء القاهرة، فعبّر عن همومها وأحلامها وتطلعاتها وقضاياها، وعكس قلقها وتوجساتها إزاء القضايا المصيرية. كما صور حياة الأسرة المصرية في علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات في المجتمع.

حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988 عن رواية أولاد حارتنا .. ليكون هو العربي الوحيد الذي يحصل على هذه الجائزة في هذا المجال .. كانت أحلام فترة النقاهة هي آخر أعمال صاحب نوبل .. الذي ظل حتى أيامه الأخيرة حريصا على برنامجه اليومي في الالتقاء بأصدقائه في بعض فنادق القاهرة .. يقرأون له عناوين الأخبار ويستمعون إلى تعليقاته على الأحداث .. إلى أن توفاه الله في 30 أغسطس عام 2006 عن عمر ناهر 94 عاما..