#
الأهمية الاستراتيجية لتحرير تدمر بمشاركة روسيا الفعالة

الأهمية الاستراتيجية لتحرير تدمر بمشاركة روسيا الفعالة

يكتسب تحرير مدينة تدمر أهمية استراتيجية، ويمهد لاجتثاث تنظيم “داعش” الإرهابي، وخاصة في ظل التطورات الميدانية في العراق.

ويُعد تحرير تدمر نصرا  كبيرا للجيش السوري وحلفائه. وتتيح السيطرة على المدينة، الواقعة في عقدة مواصلات وسط بادية الشام، للجيش السوري التقدم شمالا باتجاه مدينة الرقة، أهم معاقل “داعش” في سوريا، كما يفتح الطريق أمام التقدم إلى دير الزور شمالا، وإلى الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا جنوبا.

ويسهم هذا التطور المهم في عزل التواصل الجغرافي لـ”داعش” مع أرياف حمص وحماة غربا، والحدود العراقية شرقا. ويضيق الخناق على التنظيم الإرهابي، ويقلص من مساحة سيطرته الجغرافية كثيرا. كما أن تحرير المدينة ينهي سيطرة “داعش” على عدد من حقول الغاز المهمة في محيط المدينة، ويبعد تهديداته المباشرة لجزء مهم من المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري في ريفي حمص الشرقي والشمالي الشرقي.

ويأتي تحرير تدمر بعد نحو شهر من فرض الهدنة بتفاهم روسي-أمريكي، ما مكن الجيش السوري وحلفاءه من التركيز على محاربة “داعش”. وتؤكد جميع التقارير أن دحر “داعش” في المدينة جاء بدعم روسي جوي كبير، ومشاركة في القصف، والتشويش على منظومة اتصالات الإرهابيين، وتحديد إحداثيات القصف بعد رصد دقيق لمواقع مقاتلي التنظيم.

وتوضح المشاركة الروسية الفعالة في تحرير المدينة، أن موسكو ملتزمة بمواصلة محاربة الإرهاب، رغم إعلان انسحاب جزء كبير من القوات الروسية قبل أسبوعين. كما تؤكد أن الجانب الروسي أوفى بتعهدات أطلقها وزير الخارجية سيرغي لافروف في وقت سابق، وأعلن فيها أن موسكو سوف تعمل على طرد “داعش” من تدمر، وأنها ستواصل العمل من أجل محاربة الإرهاب، والبحث عن حل سياسي للأزمة السورية في شكل متواز.

2016-03-28