شعراوي يؤكد يقين مصر الراسخ بأهمية التكامل الإفريقي
أكد وزير التنمية المحلية محمود شعراوي – خلال افتتاحه الدورة التدريبية الثانية للكوادر المحلية الإفريقية – يقين مصر الراسخ بأهمية التكامل الإفريقي، والذي يعد قضية مصيرية في ظل ما يموج به العالم حاليا من أزمات وما يواجهه من تحديات، موضحا أن أجندة إفريقيا 2063 بكافة محاورها تمثل أساسا لرؤية تنموية شاملة تساعد على تنظيم الجهود والتمسك بالوحدة وتحقيق حلم الآباء والأجداد وتطلعات شباب إفريقيا للعيش في قارة مستقرة ومزدهرة تكفل الحياة الكريمة لكل أبنائها، وتثري الحضارة الإنسانية وتساهم في تعزيز التسامح والمحبة والسلام لكل العالم.
وقال وزير التنمية المحلية إن كوادر وآليات الإدارة المحلية تلعب دورا محوريا في تنفيذ ومتابعة المشروعات والبرامج التنموية القومية، مشيرا إلى أن وزارة التنمية المحلية تشرف على تنفيذ برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، وتتولى دورا قياديا في مبادرة رئيس الجمهورية لتطوير الريف “حياة كريمة”، وتتكامل مع الوزارات والهيئات المركزية في كافة المشروعات والبرامج التنموية الأخرى التي تنفذ على أرض المحافظات.
وأشار إلى اهتمام الوزارة بالتدريب والتأهيل المستمر لكوادر المحافظات والوحدات المحلية، من خلال مركز تدريب التنمية المحلية بسقارة، والأكاديمية الوطنية للتدريب، والمنح الدراسية والتدريبية، التي يتم تنفيذها من خلال التعاون مع عدد من شركاء التنمية الدوليين والبرامج الممولة التي تنفذها الوزارة، حيث يتم تخريج أكثر من خمسة آلاف من كوادر الإدارة المحلية سنويا من هذا البرامج، وهو ما يعطي دفعة مستمرة لمعدلات الأداء على مستوى آليات الإدارة المحلية.
وأضاف الوزير أنه على الرغم من أن التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، إلا أن الوزارة ملتزمة بالعمل المشترك مع الأشقاء الأفارقة ودعم كوادرها المحلية حتى تم تنظيم هذا البرنامج التدريبي المكثف لنخبة من القيادات المحلية في 17 دولة إفريقية بالتنسيق مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية.
وأوضح أن التحديات التي يواجهها عالمنا المعاصر يجب أن يتم التصدي لها أولا على المستوى المحلي، وهناك العديد من التحديات التي فرضتها الظروف الدولية الراهنة على دولنا وعلى المدن والمحليات الإفريقية بوصفها حائط الصد الأول في مواجهة تلك التحديات، والتي تأتي على رأسها الأزمات الصحية التي ارتبطت خلال العامين الماضيين بجائحة كورونا، والتي تصدت لها دولنا من خلال سياسات قامت بتنفيذها على أرض الواقع مدننا وحكوماتنا من خلال المحافظات والمدن والأجهزة المحلية.
وأشار شعراوي إلى أن هناك تحديا آخر مرتبطا بأزمة نقص الغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية والزراعية عالميا وتأثيراتها على إمدادات سلاسل الغذاء والوقود والأسمدة وسد الفجوات وتقليل وترشيد الاستهلاك في ظل ما بعد الجائحة التي أضرت بسلاسل القيمة الغذائية، والتي زادها اضطرابا الحرب الروسية الأوكرانية الجارية، دون مؤشرات على قرب توقفها، تلك الأزمة التي وصفها برنامج الغذاء العالمى بأنها الأزمة الأخطر منذ عام 2008.
ولفت إلى التحديات المناخية القاسية وقدرة القارة الإفريقية على تطوير خطة عمل لدعم قدراتها على الصمود (2022-2032)، ومواجهة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بل والأمنية والإنسانية المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وأكد شعراوي أهمية الشراكات الدولية والإقليمية ودورها في دعم مسيرة التنمية وتوطين أهداف التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، وتطوير المناطق العشوائية والتنمية الحضرية، لافتا إلى أننا نتطلع في مصر وضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” وهي الأهم في تاريخنا المعاصر إلى تطبيق مفهوم التنمية الشاملة للنهوض بمقدرات وتحسين ظروف معيشة 58 مليون مصري يعيشون في الريف المصري، ونتطلع ليوم تنتقل تلك التجربة لبلداننا الإفريقية في إطار الأمل المنشود لتوفير حياة كريمة لكل إفريقي من سكن كريم وصحة وتعليم وبنية أساسية وفرص للعمل لائق.
ونوه وزير التنمية المحلية بالدور البارز الذي تلعبه الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية والسفارات المصرية في الخارج من خلال توفير الموارد والتسهيلات اللازمة; لإنجاح الدورة التدريبية للكوادر المحلية الإفريقية، بما يتلائم مع مكانة مصر ودورها الهام في خدمة أبناء القارة الإفريقية، معربا عن تطلعه لاستمرار هذا التعاون والتنسيق الفعال لخدمة الأشقاء في القارة الإفريقية على مختلف الأصعدة.
