القوات العراقية تحقق تقدما على الارهابيين في الفلوجة وسط تفاقم الأزمة الإنسانية
اعلن الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد قوات مكافحة الإرهاب عن تطهير الأحياء الشمالية ووسط الفلوجة من جهاديي تنظيم “داعش” بعد نحو شهر
من بدء العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي في هذه المدينة التي كانت تعتبر المعقل الرئيسي له في العراق. وتزامنا مع التقدم العسكري تفاقمت أزمة الفارين
من المعارك في الفلوجة واستقروا في مخيمات عشوائية حيث بلغ عددهم حوالى 80 ألف شخص حتى الآن.
بدأت القوات العراقية الأربعاء بمطاردة الجهاديين في بعض أحياء الفلوجة فيما تكدس آلاف النازحين المدنيين في مخيمات مكتظة حول المدينة.
فبعد شهر على بدء الهجوم على معقل تنظيم “داعش” فاق التقدم العسكري الميداني التوقعات، وكذلك حجم الأزمة الإنسانية الناجمة عنه.
وأعلن قائد عمليات استعادة السيطرة على الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي لوكالة الأنباء الفرنسية أن “الأحياء الشمالية ووسط الفلوجة تم تطهيرها
بشكل شبه كامل من داعش”.
وتابع “لم يتبق إلا القليل من أحياء المعلمين والجولان” في شمال المدينة.
ولفت الساعدي وهو أبرز قادة قوات مكافحة الإرهاب، إلى “وجود مجاميع إرهابية في حي الجولان وهناك مقاومة، ونحن نتصدى وقتلنا العديد منهم”.
وتلعب قوات مكافحة الإرهاب دورا بارزا في العمليات إلى جانب قوات الجيش والشرطة الاتحادية وأخرى موالية بدعم من طيران التحالف الدولي لاستعادة السيطرة على المدينة.
وفرضت قوات الأمن والحشد الشعبي ممثلا بفصائل شيعية مدعومة من إيران، حصارا حول الفلوجة استمر عدة أشهر قبل اقتحام المدينة.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي في يونيو السيطرة على مركز المدينة ورفع العلم العراقي على مباني المجمع الحكومي، مشيرا إلى استمرار وجود جيوب مقاومة صغيرة للجهاديين.
وقال الساعدي وقادة أمنيون في وقت سابق أن القوات الأمنية تسيطر على نحو 70 بالمئة من المدينة. لكن كريستوفر غارنر المتحدث باسم قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، كان أعلن الثلاثاء، تطهير ثلث المدينة فقط وفقا لمعايير القوات الأمريكية.
يذكر أن القوات الأمريكية خاضت معارك ضارية عام 2004 ضد مجموعات جهادية في الفلوجة كبدتها خسائر اعتبرت بين الأسوأ منذ حرب فيتنام رغم تفوق الجيش الأمريكي عدديا وتكنولوجيا.
ورجحت التوقعات أن يبدي الجهاديون مقاومة شرسة دفاعا عن معقلهم الذي يسيطرون عليه منذ أكثر من عامين.
لكن القوات العراقية استطاعت اختراق دفاعاتهم وفرض سيطرتها بسرعة على عدد كبير من أحياء المدينة التي بدأت عمليات استعادة السيطرة عليها فجر 23 من مايو.
وفي ظل المواجهات، فر عشرات آلاف المدنيين الذين عانوا من الجوع تحت الحصار فيما خضعوا لحكم تنظيم “داعش” في الفلوجة ومحيطها، واستقروا في مخيمات عشوائية.
لكن التوافد الكثيف للعائلات باغت وكالات الإغاثة وأقرت منظمات تقدم المساعدات بالتقصير في الاستجابة للأزمة.
قال رئيس فرع العراق للمجلس النروجي للاجئين نصر مفلاحي الذي يؤمن مساعدات للنازحين من الفلوجة “علينا الإقرار بأن مجتمع المساعدات الإنسانية خيب آمال الشعب العراقي”.
أضاف “هناك تقصير خطير في التمويل لكن عدم وجود مزيد من الوكالات الإنسانية التي تقدم مساعدات لسكان الفلوجة لا مبرر له”.
مع اكتظاظ المخيمات الموجودة، بدأت إقامة مخيمات أخرى لكن العائلات التي نزحت مؤخرا تصل فلا تجد أسرة للنوم أو أغطية أو حتى غذاء أو ماء.
المصدر : وكالة الانباء الفرنسية
