#
وداعاً  الملاكم محمد علي كلاي.. المسلم الذي هز عروش العنصرية في الولايات المتحدة وتمرد على الروح العدوانية الأمريكية ضد فيتنام

وداعاً الملاكم محمد علي كلاي.. المسلم الذي هز عروش العنصرية في الولايات المتحدة وتمرد على الروح العدوانية الأمريكية ضد فيتنام

  • محمد على كلاي.. أسطورة الملاكمة..
  • اعتنق الإسلام في أوج تألفه الرياضي
  • اعتبر قضية حقوق الإنسان تسمو فوق الحدود العرقية والدينية
  • قدم نموذجا فذا في مساعدة الضعفاء والمهمشين

محمد علي.. الملاكم الأسطورة مات، ولكن صوته لا يزال مسموعا.. بهذه الكلمات امتدحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية محمد علي كلاي، بطل العالم الراحل في الملاكمة للوزن الثقيل، ونشرت الصحيفة تقريرا مطولا عن “كلاي”، الذي وافته المنية صباح اليوم، السبت، بعد أزمة تنفسية أُدخل على أثرها المستشفى قبل عدة أيام.

وأضافت الصحيفة أن محمد علي لم يكن أسطورة في الملاكمة فقط، ولكنه أيضا كان ناشطا سياسيا ومساهما في الأنشطة الإنسانية في الولايات المتحدة، فقد كانت الأعمال الخيرية التي يقوم بها لصالح السجناء والأطفال نموذجا في إيثار الغير وإنكار الغير.

كان كلاي الشاب وقتها في الستينيات من القرن الماضي، بمثابة رمز لرفض العدوان الأمريكي الإجرامي على شعب فيتنام، وفضل كلاي أن يدخل السجن عام 1967 بدلا من الخدمة في الجيش الأمريكي، وقد مثل نموذجا لمعارضة الحرب على أسس أخلاقية.

واستحوذ كلاي، خلال الستينيات والسبعينيات، على عرش الوزن الثقيل في الملاكمة، وقد توج بطلا للعالم ثلاث مرات، وتوصف الجولات التي خاضها كلاي ضد منافسيه بأنه قمة في الأداء والإثارة الفنية، وتعد من معالم ممارسة هذا الفن العنيف.

وبدأ منافسته على اللقب عام 1964، عندما خاض كلاي المنافسة على لقب بطل العالم سوني ليستون، وفي اليوم التالي للفوز أعلن أنه اعتنق الإسلام وانضم إلى جماعة أمة الإسلام، التي أسسها إليجا محمد (الحاج محمد)، وقد تميزت الجماعة بالانضباط الصارم وتبني أفكار لا يمكن أن تتطابق مع الفكر الإسلامي السليم، فقد كان مؤسس الجماعة يروج لتفوق السود على البيض، في رد فعل على الممارسات الإجرامية العنصرية، حيث كانت المطاعم تعلق لافتات تمنع دخول السود والكلاب، ولكن اتجهت الجماعة إلى تبني الفكر الإسلامي الصحيح بعد المزيد من الانفتاح والحوار مع التجمعات الإسلامية في الولايات المتحدة من المهاجرين من الدول المسلمة.

وأثار اعتناق بطل العالم في الملاكمة الإسلام صدمة في العالم، وصنع محمد علي مثالا يقتدي به الأبطال الرياضيون والشخصيات العامة، واعتبر كلاي نفسه مدافعا عن حقوق الإنسان من لون أو جنس، بالرغم من أن وسائل الإعلام الأمريكية اعتبرته مدافعا عن حقوق السود من الأمريكيين، بينما وصفه مالكولم إكس، الذي قام بدعوته إلى الإسلام، بأنه يمثل نموذج البطل للرجل الأسود.

منذ الثمانينيات من القرن الماضي، تعرض كلاي للتداعيات الناجمة عن إصابته بمرض الشلل الرعاش المعروض بمرض باركنسون، ولم ينل المرض من الوهج الذي ظل ملازما للبطل الراحل.

 

2016-06-04