فكرة المشروع

في تحد كبير وبالرغم من الظروف، التي تمر بها مصر عقب ثورتين، أعلن الرئيس السيسي في 5 أغسطس 2014، البدء في إنشاء مجري ملاحي جديد لقناة السويس، بهدف جعل القناة مركزًا لوجستيًا صناعيًا وعالميًا متكاملًا، يضم ثلاث محافظات ( بورسعيد والسويس والإسماعيلية).

تعود فكرة المشروع للسبعينات من القرن الماضي، عندما طرحه المهندس حسب الله الكفراوي، وزير الإسكان في عهد الرئيس السادات، ولكن لم يتم تنفيذه بسبب الظرف السياسي، وأعيد طرحه مرة أخري في عهد الرئيس مبارك، ولكن لم تتخذ أي خطوة حقيقية لتنفيذه.

عندما تولي الرئيس السيسي الحكم، أصر أثناء مناقشة المشروع، أن يتم اختصار مدة تنفيذ المشروع من ثلاث سنوات لعام واحد فقط، بأياد وموال مصرية، عن طريق طرح شهادات استثمار قناة السويس، بهدف جمع 60 مليار جنيه تكلفة المشروع.

وعندما طرحت شهادات القناة، تزاحم المصريون في البنوك القومية، لشراء شهادات القناة بفائدة سنوية 12%، تصرف كل ثلاث أشهر، علي أن يسترد أصل المبلغ بعد خمس سنوات.

وفي 15 سبتمبر 2014 أعلن محافظ البنك المركزي المصري، أن حصيلة بيع شهادات استثمار قناة السويس وصلت إلى نحو 61 مليار جنيه مصري، منذ بداية الطرح، و تقرر إغلاق الاكتتاب في الشهادات بالبنوك.

مرحلة الحفر والإنشاء

في 19 أغسطس 2014 أعلن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس عن التحالف الفائز بتنفيذ مشروع تنمية قناة السويس، وهو تحالف دار الهندسة، حرصت إدارة المشروع أن تكون الشركات المشاركة في المشروع معتمدة، ولديها القدرة علي انجاز الحفر بأقل تكلفة وفي أسرع وقت.

بدأت مرحلة الحفر في 7 أغسطس 2007، بمشاركة 44 ألف مواطن مصري، عن طريق 55 ألف معدة، بإجمالي 84 شركة مقاولات، قامت الدولة بتوفير جميع سبل الراحة للعمال لانجاز المشروع، وتولت كتيبتان من القوات المسلحة إزالة الألغام ومخلفات الحرب، علي طول القناة وفي منطقة الحفر، بالإضافة إلي كتيبتي طرق للمساعدة في عمليات الحفر.

خلال 9 أشهر فقط من بدء العمل، استطاعوا الانتهاء من الحفر الجاف، واستخراج ما يقرب من 250 مليون متر مكعب من الرمال، وتلي ذلك البدء في أعمال تدبيش الأجناب بطول 100 متر لضبط أجناب القناة الجديدة، بهدف منع ترسيب الرمال مرة أخري.

مرحلة التكريك

بعد الانتهاء من مرحلة الحفر الجاف، بدأت مرحلة الحفر المائي (التكريك)، وشارك في هذه المرحلة 2000 عامل من هيئة قناة السويس، 3000 عامل من تحالف التحدي، 750 عاملًا من تحالف الأمل، وذلك باستخدام إجمالي 45 كراكة، إضافة إلى 4 فنادق عائمة منذ بداية المشروع لاستراحة العاملين وتناوب الورديات. وانتهت أعمال التكريك المائي برفع 258.8 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه.

بعد الانتهاء من مرحلة الحفر، تم تركيب عدد 120 شمندورة على طول المجرى الملاحي للقناة الجديدة مزودة بإضاءة من الطاقة الشمسية ومرتبطة بنظام إلكتروني عبر الحاسب الآلي يحقق الربط والاتصال بين السفن العابرة ومراكز الإرشاد بهيئة قناة السويس، ومجهزة بمساعدات ملاحية لتساعد المرشد بإرشاد السفن في أمان وخاصة أثناء العبور وسط أجواء مناخية سيئة قد تحجب الرؤية. وذلك بالإضافة إلى إنشاء عدد 10 مراكز.

إنجاز القناة

يصل طول القناة الجديدة لـ 35 كيلو مترًا، وهي عبارة عن فرع مواز للقناة الرئيسية، يبدأ في الكيلو 60 ويصب فيها مجددًا في الكيلو 95، لتتكون جزيرة بين القناتين، يتم التخطيط لإنشاء مجموعة من المشاريع العمرانية والاستثمارية، تسمح القناة بمرور سفن بغاطس 66 قدمًا.
ستصل القدرة الاستيعابية للقناة لـ 97 سفينة يوميا في عام 2023، بدلا من 49 سفينة يوميا عام 2014، وستسمح القناة بالعبور المباشر دون توقف لـ 45 سفينة في الاتجاهين، ومن المتوقع بحسب دراسات الحكومة المصرية، إن تصل عائدات القناة في عام 2023 لـ 13.226 مليار دولار مقارنة بالعائد الحالي 5.3 مليار دولار.

حفل افتتاح القناة

في مثل هذا اليوم من العام الماضي 2015، الموافق 6 أغسطس، حضر عدد كبير من رؤساء وملوك الدول الأوربية والعربية، لمشاهدة الإنجاز التاريخي لقناة السويس الجديدة، والذي تم الانتهاء منه في ظروف صعبة، مرت به الدولة المصرية، كأول انجاز للرئيس السيسي عقب توليه الحكم.

بالمقارنة بين مشروع قناة السويس الأساسي، وقناة السويس الجديدة، نجد أن أنجاز القناة الجديدة يعود للمصريين، في حين كان انجاز القناة الأساسية، الذي تم افتتاحه في عام 1868 في عهد الخديوي إسماعيل، يعود للمهندس الفرنسي “فيرديناندز دي ليسيبس”، والذي حقق انجازه علي حساب العمال المصريين الكادحين، الذين مات معظمهم خلال حفر القناة، بسبب ظروف الجو الصعبة والحرارة الشديدة.

مشاريع بعد الافتتاح

بالرغم من أن مشروع القناة يعد انجازًا في حد ذاته، إلا أن المشروعات المرتبطة بالقناة كثيرة ومتعددة، حيث أنه من المخطط تنمية قناة السويس بشكل متكامل، وستكون أهم المشاريع إقامة محطة للحاويات والصب السائل ومحطة تموين، في شرق مدينة بورسعيد.

وفي منطقة الإسماعيلية الجديدة، سيتم إقامة وادٍ للتكنولوجيا، ويضم صناعات إلكترونية وهندسية وطبية وآلات دقيقة، ومعدات اتصال تضم إليها المنطقة الصناعية في القنطرة.

هذا بالإضافة لمشروعات خليج السويس، والذي يتضمن إقامة منطقة للصناعات الثقيلة، ومجمع للخدمات ومجمع طبي ومركز للأبحاث وجامعة ومعاهد تعليمية.

فيديوهات
كلمة الرئيس السيسي لحظة بدء المشروع
https://www.youtube.com/watch?v=LV9RRbBnB9Q

تفجير الساتر الترابي وبدء المشروع
https://www.youtube.com/watch?v=pCJivN4Cvws

كلمة السيسي خلال افتتاح الحفل
https://www.youtube.com/watch?v=zrKxF7KSyVo

السيسي بالزي العسكري خلال افتتاح القناة
https://www.youtube.com/watch?v=A93TQ9iJW44