#
“فاينانشيال تايمز”: أفريقيا اتخذت إجراءات استباقية لمواجهه كورونا

“فاينانشيال تايمز”: أفريقيا اتخذت إجراءات استباقية لمواجهه كورونا

ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، اليوم ، أن العديد من الدول الأفريقية اتخذت إجراءات استباقية لم تتخذها الدول الأوروبية; من أجل احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وأفادت الصحيفة بأن عددا من الحكومات الأفريقية اتبعت إستراتيجية اقتضت بالتجربة الآسيوية أكثر من الأوروبية، وسعت للسيطرة على المرض من خلال اتخاذ إجراءات استباقية عبر إغلاق المدارس وحظر التجمعات الاجتماعية وفرض قيود على السفر.

وأشارت إلى أنه في جنوب أفريقيا – التي سجلت 62 حالة – أعلنت الحكومة حالة الطوارئ الوطنية، وفي كينيا، تنازلت شركة (سفاريكوم) المملوكة جزئيا للحكومة، عن رسوم المعاملات التحويلات المالية الإلكترونية التي تقل عن 10 دولارات أمريكية للحد من التفاعل العام والتعامل مع النقد، كما انضمت تنزانيا إلى دول أخرى في حظر المصافحة والمعانقة.

وأضافت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية التي تتم صياغتها وتطبيقها حاليا في العديد من بلدان القارة السمراء جاءت بعد ارتفاع عدد الحالات المؤكدة التي أعلنت عنها عدد من الدول الأفريقية.. كما أعلنت نصف دول القارة التي يبلغ إجمالي عدد سكانها 1.2 مليار نسمة عن وجود الفيروس، وكانت بنين وليبيريا والصومال من بين الدول الأحدث التي أبلغت عن حالاتها الأولى.

وأشارت الصحيفة إلى حقيقة أنه يوجد في القارة ككل نحو 450 حالة مؤكدة و11 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها، وفقا لأحدث البيانات التي تم جمعها من منظمة الصحة العالمية والحكومات الوطنية، وعلى الرغم من أن هذه الأرقام منخفضة نسبيا بالنسبة للمعايير الأوروبية والآسيوية، إلا أن هناك خبراء حذروا من أن نقص شرائح الاختبار ما يعني أن عدد الحالات يمكن أن تكون أعلى من المعلن بكثير، لاسيما وأنه تم الإبلاغ عن أول حالة في السودان بعد وفاته.

وتعليقا على المشهد في أفريقيا، قال ميشيل ياو، رئيس الاستجابة الطارئة في المقر الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في جمهورية الكونغو الديمقراطية “إن الآمال تتضاءل”.

وأضاف: “أن الفرصة ما زالت أمامنا لتجنب الأسوأ.. فإن إفريقيا تتمتع ببعض المزايا، بما في ذلك السكان الأصغر سنا والطقس الأكثر دفئا، والذي يتوقع البعض أنه قد يبطئ انتشار المرض، ولكن إذا فاتنا ذلك، فقد تكون مشكلة خطيرة للغاية، حيث لا يمكن للنظام الصحي استيعاب عدد كبير من الأشخاص المصابين بالمرض”.

ولفتت إلى أن جنوب أفريقيا لديها حوالي 1000 سرير فقط من وحدات العناية المركزة في كل من المستشفيات العامة والخاصة وعدد سكان يبلغ 57 مليونا.. ويقدر أن نيجيريا – التي يبلغ عدد سكانها مائتي مليون نسمة – لديها عدد أقل بكثير.

وبدوره، أكد العالم الكاميروني، مدير مركز الامتياز الأفريقي لعلم جينوم الأمراض المعدية في نيجيريا كريستيان هابي، أن “النظم الصحية الإفريقية اكتسبت خبرة في التعامل مع الإصابات الجماعية أثناء انتشار مرض الإيبولا وغيره من الأمراض الأخرى”.

وقال :” فيما يتعلق بفهم الأمراض ومكافحة تفشيها من خلال مواردنا المحدودة، فإن أفريقيا مستعدة بشكل أفضل لأنها كانت تتعامل منذ سنوات مع هذه الأمراض: الإيبولا، الحمى الصفراء، حمى لاسا، جدري القرود، حتى أصبحت الشعوب الأفريقية بشكل دائم في وضع الاستجابة والاستعداد لمواجهة تفشي الأمراض”.

2020-03-18