#
الرئاسة : المسؤولون الإيطاليون يؤكدون حشد المساندة الأوروبية لمصر

الرئاسة : المسؤولون الإيطاليون يؤكدون حشد المساندة الأوروبية لمصر

صرح السفير علاء يوسف, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن المسؤولين الإيطاليين أعربوا في كافة اللقاءات التي عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادتهم باختيار الرئيس لإيطاليا كأولى محطاته الأوروبية, وهوما يعكس قوة العلاقات والروابط الوثيقة التي تجمع بين الدولتين والشعبين, والتي تأمل إيطاليا في تعزيزها والارتقاء بها خلال المرحلة المقبلة.

وأكد المسؤولون الايطاليون دعمهم الكامل لمصر ومساندتهم لها, سواء على المستوى الثنائى من خلال دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواصلة جهود مكافحة الارهاب والفكر المتطرف, أو على صعيد توضيح موقف مصر فى إطار الاتحاد الأوروبى وحشد المساندة الأوروبية سياسياواقتصاديا لمصر خلال الفترة المقبلة, لاسيما فى ضوء تولى ايطاليا الرئاسة الحالية للاتحاد.

وأبدى المسؤولون الإيطاليون اهتماما بالتعرف على رؤية الرئيس السيسي بشأن التطورات التي تموج بها المنطقة, حيث قدم عرضا شاملا تناول خلاله مجمل الأوضاع السياسية التي شهدتها مصر, مؤكداعلى أن الديمقراطية ليست حدثا بذاته, ولكنها عملية ممتده ولا يمكن أن تقتصر على كونها وسيلة للوصول إلى السلطة, ثم يتم التخلي عنها وانتهاك الدستور وإغفال الإرادة الحرة لجموع الشعب المصري, وهي الإرادة التي تم التعبير عنها من خلال نزول الملايين من أبناء الشعب المصري إلى الشوارع في الثلاثين من يونيه للتعبير عن رفضهم لمحاولات تغيير هويتهم عبر التفسير الخاطئ للدين واستخدامه لتحقيق أهداف فئة فى المجتمع.

ونوه إلى نجاح مصر وشعبها في إنجاز استحقاقين رئيسيين من استحقاقات خارطة المستقبل وهما إقرار الدستور والانتخابات الرئاسية, مشيرا إلى أن الاستحقاق الثالث والأخير والمتمثل في الانتخابات البرلمانية سيتم إنجازه قبل عقد مؤتمر الاقتصاد المصري في الربع الأول من عام 2015, الذى دعا سيادته إيطاليا للمشاركة فيه, كما وجه الدعوة إلى رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي لزيارة مصر عقب تشكيل مجلس النواب المصري الجديد لتدعيم أواصر الصداقة والتعاون, فى ضوء أهمية البعد البرلمانى فى تنمية العلاقات المصرية الإيطالية, وهو ما رحب به رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي, معربا عن أمله في زيارة مصر خلال العام المقبل.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس استعرض الجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب, موضحا أن هذه الجهود لا تصب فقط في صالح الداخل المصري, وإنما في صالح استقرار المنطقة ككل, بل وتمتد آثارها لأوروبا أيضا والتي تعاني من ظاهرة تزايد أعداد المقاتلين الأوروبيين المنخرطين في صفوف المنظمات الإرهابية والمتطرفة, وأكد على ضرورة التعامل مع موضوع مكافحة الإرهاب بمنظور شامل, وذلك دون التفرقة بين المنظمات الإرهابية, أخذا فى الاعتبار الارتباط الفكري الوثيق بين تلك المنظمات, والذى ينبع من فكر متطرف واحد, كما أكد على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي وقيام إيطاليا وأوروبا بتقديم الدعم اللازم من أجل التعامل مع ظاهرة الإرهاب واجتثاث جذوره.

وقد رحب المسؤولون الإيطاليون بزيادة التعاون والتنسيق مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب, وأشادوا بالخطوات التي تم تنفيذها حتى الآن على مسار خارطة الطريق, حيث أعربوا عن أطيب تمنياتهم للشعب المصري بمواصلة مسيرته. كما أشادوا بالمشروعات القومية التي تعكف مصر علي تنفيذها حاليا, واعتبروا أن هذه المشروعات تعد بمثابة نقطة إنطلاق هامة تلبي طموحات المصريين وتعدهم بغد أفضل. وأكد المسئولون الإيطاليون أن التطورات التي تشهدها المنطقة تؤكد صحة تقديرهم للأحداث التي شهدتها مصر العام الماضي وتأييدهم لثورة الثلاثين من يونيه باعتبارها انتقاضة شعبية طالبت بتغيير النظام السابق.

وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاءات كذلك استعراض مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط, حيث أكد المسئولون الإيطاليون أن مصر تمثل مركز الثقل وتلعب دورا محوريا من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة, وهو ما وضح جليا من خلال جهود مصر فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة. وقد شغل الوضع فى ليبيا حيزا هاما من المناقشات, حيث اتفق الجانبان حول أهمية عودة الاستقرار إلى ليبيا والحفاظ على وحدة وسيادة أراضيها, مع التأكيد على أهمية تكثيف التعاون المشترك وتعزيز التنسيق لمواجهة الخطر المتزايد الناجم عن تصاعد نشاط التيارات المتطرفة في ليبيا.

وأكد الجانبان خلال المؤتمر الصحفى المشترك على ضرورة احترام إرادة الشعب الليبى ودعم المؤسسات الشرعية وعلى رأسها الجيش الوطنى الليبى. كما أكد الرئيس السيسي على ضرورة التوصل إلى حل نهائى وعادل للصراع الفلسطينى الاسرائيلى يقوم على أساس حل الدولتين ويؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ويكفل للدولتين العيش فى سلام وأمان.

وشهدت اجتماعات الرئيس كذلك مع المسؤولين الايطاليين تركيزا على بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والارتقاء بها في مختلف المجالات, ولاسيما البعد الاقتصادي.

وقد دعا الرئيس إلى زيادة السياحة الإيطالية لمصر والعمل على عودتها إلى معدلاتها السابقة. كما تم بحث التعاون فى العديد من المجالات كالطاقة ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة, ومساهمة ايطاليا فى تطوير صناعة الغزل والنسيج والصباغة فى مصر, وفى تطوير مراكز التدريب المهنى التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى, بالإضافة إلى إنشاء خطوط ملاحية منتظمة بين الموانىء المصرية والايطالية, وأكد الرئيس على التزام الدولة بتعهداتها وبسداد مستحقات الشركات الايطالية, كما أشار إلى حزمة القوانين المنتظر صدورها قريبا لتوفير البيئة المناسبة لجذب

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس السيسي حرص فى بداية المؤتمر الصحفى الذى عقده مع رئيس الوزراء الايطالى على توجيه التحية لمئات المصريين الذين وفدوا من مختلف أنحاء إيطاليا للتعبير عن تضامنهم ومساندتهم لسياسات الدولة, وقد تم الاعلان خلال المؤتمر الصحفى عن اتفاق الجانبين على عقد اجتماع قمة سنويا لزيادة التنسيق والتشاور, بالإضافة إلى قيام وقد اقتصادى ايطالى بزيارة مصر خلال شهر فبراير القادم لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والمشاركة فى عدد من المشروعات الهامة.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)

2014-11-25