أولاند: اتفقنا مع روسيا على عدم استهداف المجموعات التي تحارب تنظيم “داعش” على الأرض
أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند انه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على ثلاث نقاط ضرورية، وهي أن الغارات في سوريا لا يجب أن تستهدف القوات التي تقاتل على الأرض تنظيم “داعش” والمجموعات الإرهابية الأخرى، فضلا عن زيادة تبادل المعلومات بكافة أنواعها وتكثيف وتنسيق الضربات ضد “داعش” لزيادة فاعليتها لا سيما فيما يتعلق باستهداف عمليات تهريب النفط.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس أولاند مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عقب المباحثات التي جرت بينهما بموسكو بحضور وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين لوران فابيوس وجون ايف لودريان ونظيريهما الروسيين سيرجي لافروف وسيرجي شويجو.
وقال الرئيس الفرنسي “إن الإرهاب قضية تخص الجميع وتستدعي التحرك السريع، حيث أنه يمكن أن يضرب في أي مكان، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته”، مشيرا إلى ما تقوم به فرنسا بضرب مراكز القيادة ومعسكرات التدريب ومراكز النفط التابعة لداعش الذي يمول احتياجاته عبر تهريب النفط.
وأكد أن فرنسا قامت بتكثيف غاراتها بفضل حاملة الطائرات (شارل ديجول) المتمركزة في شرق المتوسط، وستزيد دعمها للمجموعات التي تحارب على الأرض في سوريا لاستعادة المناطق التي وقعت تحت سيطرة “داعش”.
وأضاف أن القضاء على “داعش” يتطلب معالجة الشر من جذوره، مشيرا إلى أن الأزمة السورية منذ اندلاعها في عام 2011 خلفت نحو 300 ألف قتيل وملايين اللاجئين.
وتابع “نريد أيضا أن تفتح نقاشات فيينا المجال لحل سياسي، وهناك شروط للتوصل إلى مخرج للأزمة، ونرى أن إطلاق انتقال سياسي في سوريا مرهون بعدة شروط، وهي: تسليم السلطة التنفيذية إلى حكومة وحدة وطنية مستقلة وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات بمشاركة كل أطياف الشعب السوري”.
وجدد أولاند رفض بلاده أن يكون للرئيس بشار الأسد دور في مستقبل سوريا، مشيرا إلى أنه على يقين بأن روسيا يمكنها لعب دور كبير في هذا الأمر، وقال “شرحت للرئيس بوتين أن فرنسا تود العمل مع روسيا من أجل هدف واضح وبسيط وهو محاربة (داعش) والمجموعات الإرهابية، وهم فقط”.
وأشار إلى القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي بالإجماع حتى تأخذ دول العالم الخطوات الضرورية لوضع حد للأعمال الإرهابية، لا سيما التي يقوم بها تنظيم “داعش”.
وحول الأزمة الأوكرانية، أكد الرئيس أولاند أن الأولوية التي تعطيها بلاده في التحرك ضد الإرهاب، لا سيما في سوريا، لا تؤثر مطلقا على تصميمها لإيجاد حل سياسي في شرق أوكرانيا، وأضاف “لدينا أيضا في ذلك هدف واضح، وهو التنفيذ الكامل لاتفاقات مينسك”.
وتابع “سأستقبل الإثنين الرئيس بوتين بباريس بمناسبة قمة المناخ التي تعد أيضا رهانا كبيرا من أجل كوكب الأرض، إلا أن الحاجة الملحة الآن هي مكافحة الإرهاب، وهذا تطلب أن أكون حاضرا اليوم بموسكو”.
من جانبه، قال الرئيس بوتين إنه أجرى مع الرئيس أولاند مباحثات بناءة حول مكافحة الإرهاب الدولي، وأشار إلى الهجمات التي وقعت مؤخرا في فرنسا وعدة دول أخرى مخلفة المئات من القتلى.
وأكد بوتين على الهدف المشترك بين روسيا وفرنسا لتحديد ومعاقبة مدبري الإعتداءات الإرهابية، مشيرا إلى أن العمليات الجوية الروسية تم تكثيفها لزيادة فاعلية التحركات العسكرية.
وأضاف أن مقاتلي “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى تكبدوا خسائر فادحة طالت البنية العسكرية ومصادر التمويل الخاصة بهم، خاصة عمليات تهريب النفط التي تجلب الكثير من الأموال للإرهابيين ورعاة الإرهاب.
وتابع “اتفقنا على ضرورة تكثيف العمل المشترك في مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الإستخباراتي، وزيادة التنسيق في العمليات العسكرية”.
وقال بوتين إنه مستعد مع الرئيس أولاند للمساهمة بشكل عملي في تشكيل تحالف دولي موسع ضد الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة، معربا عن يقينه بأن القضاء على الإرهاب في سوريا سيساعد على حل الأزمة السورية.
وأضاف “اتفقنا على تعزيز التعاون في إطار (مجموعة أصدقاء سوريا)، والمساهمة في تفعيل الإتفاقات التي تم التوصل إليها في هذا السياق”.
وحول الأزمة الأوكرانية، شدد بوتين على الحرص المشترك على تنفيذ اتفاق مينسك الموقع عليه في 12 فبراير.
أ ش أ