#
وعد بلفور .. 100 عام على القضية

وعد بلفور .. 100 عام على القضية

رســـــــالة تغير معها مجرى التاريخ.. التاريخ الذي أعيد كتابته من جديد في الثاني من نوفمبر عام 1917 حين أرسل وزير الخارجية البريطاني آرثر جميس بلفور الرسالة المشؤومة إلى اللورد روتشيلد. يطلب فيها تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

هنا أعطى من لا يملك مالا يستحق. أسست رسالة بلفور – أو وعده – ماسأة أمة لا وطن، فلسطين التي كتب على أهلها الشتات والتهجير على نحو لا سابق له في التاريخ القديم والحديث.

ففي السنوات التي تلت صدور وعد بلفور وصل 100 الف يهودي إلى فلسطين .. ولم تكد سنوات خمس تمر حتى كانت عصبة الأمم تصادق عام 1922 على الوعد المشؤوم، وأعطت بريطانيا حق الانتداب على فلسطين. لكن بريطانيا استبقت المصادقة بكثير، إذ سنت تشريعات مكنت اليهود من السيطرة على الأرض الفلسطينية، التي كانت تغلي غضبا من ذلك فخرجت الانتفاضة تلو الأخرى ضد الاحتلال البريطاني واليهود.

إلا أن الغضب بلغ مبلغه عام 1920لتندلع انتفاضة في القدس هي الأولى من نوعها في تاريخ هذا البلد الذي انتزعت سيادته. انتفاضة لم تجد بريطانيا أمامها سوى فرض الأحكام العرفية، التي لم تفت في عضد الفلسطينيين لتتوالى الانتفاضات بعد ذلك، مثل انتفاضة يافا عام 1921 ضد الهجرة اليهودية، وانتفاضة ثورة البراق عام 1928، التي اندلعت عندما حاول اليهود تحويل حائط البراق إلى كنيس يهودي.

وصلت الثورات الفلسطينية ذروتها عام 1938، فسارعت بريطانيا إلى إرسال قوات ضخمة إلى فلسطين، وأعادت احتلال المناطق التي حررها الفلسطينيون، باستخدام كل ترسانتها العسكرية، من طائرات ودبابات ومدفعية، وقتلت الكثير من قادة الثورة.. استمرت بريطانيا بالعمل على توفير كل ما من شأنه تحويل وعد بلفور إلى واقع حقيقي للدولة اليهودية.

وتوج الأمر بإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا عام 1947 يقضى بتقسيم فلسطين دولتين، واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين. وفي 15 مايو عام 1948 انسحب الجيش البريطاني من فلسطين، ليسلم أراضيها إلى العصابات اليهودية، ولتبدأ فصول المأساة الفلسطينية، حيث ارتكبت تلك العصابات عشرات المجازر بحق الفلسطينيين، ما دفع 61 في المئة منهم للهرب إلى خارج فلسطين.

ومع استمرار إسرائيل في سياساتها، تكرر مشهد الطرد في 1967 إبان احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث طرد الجيش الإسرائيلي 460 ألف فلسطيني، ليطلق عليهم لقب نازحين، وليصبح 70 في المائة من إجمالي الشعب الفلسطيني ضحايا الترانسفير الإسرائيلي المبرمج ، والذي كان من النتائج الكارثية لوعد بلفور قبل مائة عام خلت. ومنذ ذلك الحين توالت الانتهاكات الإسرائيلية ومعها الصمود الفلسطيني .. صمود رسخ في مفهوم العالم أجمع أن لفلسطين شعب يدافع عن أرضها حتى وإن استخدم المحتل كل آلته العسكرية والدعم الغربي لما يرتكبه من جرائم.

2017-11-02