#
وزير الثقافة أثناء افتتاح مهرجان آفاق المسرحي: قادرون على بناء مجدنا مرة أخرى كدولة

وزير الثقافة أثناء افتتاح مهرجان آفاق المسرحي: قادرون على بناء مجدنا مرة أخرى كدولة

أكد د . عبد الواحد النبوي وزير الثقافة علي ضرورة المشاركة في يوم المسرح العالمي ، وأن يتواجد وسط المسرحيين المصريين ، ليشاركهم احتفالهم بيوم المسرح العالمي ، وأنه عندما يتواجد وسط المسرحيين المصريين القادرين علي الإبداع والتغيير ورسم بسمة علي وجوهنا جميعا فهذا من الأهمية أن يكون وزير الثقافة مشاركًا فى ذلك .

جاء ذلك خلال افتتاح مهرجان آفاق مسرحية لعام 2015 في دورته الثالثة بمسرح ميامي، بحضور د . سيد خاطر رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، الفنان محمد صبحي رئيس شرف المهرجان، د . سيد خطاب رئيس المهرجان، هشام السنباطي مدير ومؤسس المهرجان ، الفنانة ليلي طاهر، والعديد من الفنانين والصحفيين والإعلاميين .

وأضاف د . عبد الواحد النبوي أننا قادرون علي بناء مجدنا مرة أخري كدولة قوية ، ولن يستطيع أيا من كان ، لا الإرهاب ولا التطرف ولا التآمر أن يحد من آمال هذا الشعب وقدراته، أو أن يكون عقبة أمام مسيرة هذا الشعب، وأضاف أن الأربع سنوات التي مضت لن تذكر في التاريخ فى أكثر من نصف سطر، فشعب مصر مر بظروف وانتهت وعاد مرة أخري للبناء ، شعب مصر قادر على يتجدد وينطلق ليصل تأثيره لأخر نقطة في العالم ، وأكد د. النبوي أننا بالأمان والحب والخير والعدل والسلام ، والقدرة علي البناء وبمسارحنا التي ستظل مضاءة ، سنبني جبهة قوية حديثة قادرة على مواجهة كل التحديات .

وكلمة محمد صبحي أعتقد أنها من القوة أن تطبق بجميع مؤسسات الدولة المعنية بوزارة الثقافة، وسأنتظر الـ 28 ورقة وسأناقشه فيها وكل ما هو من سلطاتي سأفعله لتحقيق أهداف الوطن والتصدي للفساد .
وفى نفس السياق قال : أنه قادم من حفل ختام مهرجان سينما فنون الطفل ، مشيراً إلى ما أضافه المهرجان من بهجة ، وأن أطفال مصر قادرون على صناعة المستقبل ، مؤكدا أن وجوده الآن مع الجيل القادر على صنع الحاضر كما هو قادر على صنع الغد ، مرحبا بالفنانين الكبار الحاضرين ، مؤكدا أن وزارة الثقافة لن تستطيع ولن تقدر وحدها أن تنهض بدونهم .

وشكر النبوي القائمين على مهرجان “آفاق مسرحية” بإمكانياتهم القليلة، قائلا إن التاريخ سيتذكر ما قدموه وسيحترمهم كثيرا لحفاظهم على مصر في ظل تلك الأوقات الصعبة، فنحن نحتاج إلى عودة التأثير، وعودة القوة ، ونحتاج إلى عودة الحب والخير، والوزارة معكم بكل ما يمكن أن تقدمه.

وقال هشام السنباطي مدير ومؤسس مهرجان آفاق مسرحية : كيف لا تحيا درة الشرق ، وبلد الأمن والأمان أسطورة خلفت تاريخًا من الجمال والتاريخ والثقافة ، لتصبح واحدة من البلدان التي تصدر الفنون كلها.

وأكد أن مهرجان آفاق مسرحية مكانا معنويا لكل المبدعين علي أرض مصر ، ورحب بالحضور فى افتتاح الدورة الثالثة علي التوالي ، بعد توقعات البعض بالفشل ، وعدم الاستمرار ، ولكن في العام الأول قدمنا مهرجانا ناجحا بكل المقاييس ، كانت نتيجته أن تقدم عرضين من مهرجان آفاق إلي المهرجان القومي للمسرح ، وحصد أحدهما خمس جوائز من جوائز المهرجان ، إلي جانب تحطيم كل الأرقام القياسية في عدد مشاهدي المسرح من جمهور آفاق مسرحية ، كذلك أعداد ليالي العرض ، وفي العام التالي كانت المفاجأة أن يكون رئيس شرف المهرجان أسطورة المسرح الفنان محمد صبحي ، والذي دعا بكل جهوده ماديًا ومعنويًا ، وعن الدورة الثالثة قامت لجان المهرجان منذ الأول من أكتوبر 2014 بكثير من الجهد لتحقيق أفضل النتائج المرجوة تجاه وطننا في تلك اللحظات العصيبة التي تمر بها البلاد ، وقامت اللجان في 20 محافظة مصرية بمشاهدة 244 تقدموا للمشاركة في المهرجان وكل لجان المشاهدة التي سافرت كانت متبرعة ، وتم اختيار أفضل 82 عرضا ، لتنطلق في 15 محافظة لتقديم 233 حفلا مسرحيا علي مدار 106 ليال ، واختتم كلمته بالشكر لوزارتي الثقافة والشباب والرياضة علي الدعم الذي تم توفيره لخروج تلك الدورة ، متمنيا زيادة الدعم لتقديم المزيد من العروض ، ووجه هشام السنباطي الشكر لوزير الثقافة و د . سيد خاطر رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي وكل بيوت الثقافة والأستاذ خيري أرميا ممثلا عن وزارة الشباب والرياضة .
وفي كلمته أكد سيد خطاب مدير المهرجان علي سعادته بهذه اللحظة التاريخية والهامة في تاريخ المسرح العالمي ، وأن نقف جميعا إلى جانب شباب مصر مع وزير الثقافة والشباب في خندق واحد أمام الجهل والرجعية والتخلف ، وأن يقف كل نجوم مصر إلي جانب شباب آفاق مسرحية لتأكيد دور مصر الريادي ، فجر الضمير الإنساني ، وأن أكثر من 2850 شابا علي مستوي الجمهورية يقفون إلي جانبكم ، يقفون علي خشبات المسارح ويؤكدون أن الدولة المدنية الحديثة لا تحتاج إلي الكثير من الشهادات، وإنما إلي خشبة مسرح وشباب يقفون عليه، ويؤكدون أن يد تبني وأخري تحمل السلاح، وشباب مصر في الجامعات والثقافة الجماهيرية يقف هذا الشباب الرائع ليقدم صورة جديدة للمسرح المصري في الكتابة وغيرها من فنون المسرح ، وقدم سيد خطاب تحية لوزير الثقافة من وشباب مصر الذين يثقون في قدرته علي تخطي الأزمة التي هي أزمة كل شباب مصر أزمة ثقافية حقيقية ، والآن نحن في مرحلة البناء نبني شباب مصر ، وكلنا ثقة أن مصر لن تبني الا بسواعد الشباب ، وأن في كل بقعة من بقاع مصر تنبت موهبة جديدة .

وعلى صعيد آخر ، واحتفالا بيوم المسرح العالمي ، قال مصمم الديكور والإضاءة المسرحية حازم شبل أمين عام المركز المصر للمعهد الدولي للمسرح أن في 27 مارس من كل عام يحتفل المسرحيون في جميع دول العالم باليوم العالمي للمسرح بدأت فكرة ذلك اليوم .. إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفلندي للمسرح الناقد والشاعر والمخرج ” أرفي كيفيما ” …. إلى منظمة اليونسكو في يونيو 1961، وجرى الاحتفال الأول في السابع والعشرين من مارس 1962، في باريس تزامناً مع افتتاح مسرح الأمم . واتفق على تقليد سنوي يتمثل بأن تكتب إحدى الشخصيات المسرحية البارزة في العالم، بتكليف من المعهد الدولي للمسرح ، رسالةً دوليةً تترجم إلى أكثر من 20 لغة ، وتعمم إلى جميع مسارح العالم، حيث تقرأ خلال الاحتفالات المقامة في هذه المناسبة ، وتنشر في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية. وكان الكاتب الفرنسي “جان كوكتو” أول شخصية عالمية اختيرت لهذا الغرض في احتفال العام الأول بباريس. وتوالى على كتابتها ، منذ ذلك العام عديد من الشخصيات المسرحية من مختلف دول العالم ، منهم: أرثر ميلر، لورنس أوليفيه ، بيتر بروك ، بابلو نيرودا ، موريس بيجارت ، يوجين يونسكو ، أدوارد ألبي ، ميشيل ترمبلي ، جان لوي بارو ، فاتسلاف هافل ، سعد الله ونوس ، فيديس فنبوجاتير ، فتحية العسال ، أريان منوشكين . ومن المعروف أن هذا المعهد هو مؤسسة عالمية غير حكومية تأسست عام 1948، و كان مقره مدينة براغ ، وأسهمت في تأسيسه شخصيات مسرحية عالمية ، ويعد اليونسكو شريك رئيسي في مجال فنون العروض الحية ، ويقع مقره الآن في باريس . ويهدف المعهد إلى تنشيط تبادل المعرفة ، والممارسة المسرحية بين دول العالم ، وزيادة التعاون بين فناني المسرح ، وتعميق التفاهم المتبادل ، والإسهام في ترسيخ الصداقة بين الشعوب . كما يحارب كل أشكال التمييز العنصري والسياسي والاجتماعي . وتنبثق عن المعهد مجموعة لجان متخصصة في مجالات مختلفة مثل: المسرح الموسيقي ، والكتابة المسرحية ، والتربية المسرحية ، والصورة الثقافية والتنمية. وللمعهد عدة مكاتب إقليمية في بلدان مختلفة ، ومن الجدير بالذكر ، أنه بداية من أول ابريل 2015 سوف ينتقل المركز الرئيسي للمعهد الدولي للمسرح من باريس إلي شنغاهاي بالصين.

وفى نفس السياق ألقي الفنان عبد الرحمن أبو زهرة كلمة المخرج البولندي : )كريستوف ورليكوفسكى ( Krzysztof Warlikowski \ ، والتي ستلقي علي كل مسارح مصر و أغلب مسارح العالم ليلة 27 مارس 2015 احتفالا بيوم المسرح العالمي وجاء فيها :
” إن العثور على الأساتذة الحقيقيين لفن المسرح أمر سهل للغاية بشرط أن نبحث عنهم بعيدا عن خشبته ، فهم غير معنيين بالمسرح كآله لاستنساخ التقاليد أو إعادة إنتاج القوالب أو الصيغ الجامدة المبتذلة ، بل يبحثون عن منابعه النابضة وتياراته الحية التي غالبا ما تتجاوز قاعات التمثيل ، وحشود البشر المنكبين على استنساخ واحدة أو أخرى من صور العالم ، فنحن نستنسخ صورا للعالم بدلا من إبداع عوالم ترتكز على الجدل مع المتفرجين أو تستند إليه ، كما تركز على الانفعالات التي تموج تحت السطح ، والحق أنه لاشيء يضاهى المسرح في قدرته على الكشف عن العواطف الخفية ، كثيرا ما ألجأ إلى النثر عله يرشدني إلى الحقيقة ، ففي كل يوم أجدني أفكر في هؤلاء الكتاب الذين تنبئوا على استحياء منذ ما يقرب من مائة عام باضمحلال الآلهة الأوروبية ، وبذلك الأفول الذي غيب حضارتنا في ظلام لم نبدده بعد ، وأنا أعنى كتابا مثل فرانز كافكا وتوماس مان ومارسل بروست. ويمكنني اليوم أن أضيف إلى قائمة هؤلاء المتنبئين جون ماكسويل كوتزى ، لقد أدركوا جميعا بفطرتهم السليمة أن نهاية العالم قادمة لا محالة ، ولا أقصد هنا نهاية كوكب الأرض ، بل نهاية النموذج السائد في العلاقات بين البشر ، ونهاية الظلم الاجتماعي ، والانتفاضات الثورية ضده ، وما أدركوه بحسهم المشترك هو ما نعانيه الآن بصورة شديدة الحدة ، فنحن من عاصرنا نهاية العالم ومازلنا على قيد الحياة ، نحن من نحيا وجها لوجه مع الجرائم والصراعات التي تندلع يوميا في أماكن جديدة بأسرع مما يمكن أن تنقله لنا وسائل الإعلام المنتشرة في كل مكان ، ثم لا تلبث هذه الحرائق أن تغدو مملة وتختفي من الأخبار إلى غير عودة ، نحن نشعر بالعجز والرعب والحصار . لم نعد قادرين على تشييد الأبراج ، والجدران التي نثابر على تشييدها بعناد ، لم تعد قادرة على حمايتنا من أي شيء ، بل إنها على العكس تطلب منا الحماية والرعاية مما يستهلك جزءًا هائلًا من طاقتنا الحياتية ، لم تعد لدينا القوة على محاولة استراق النظر إلى ما يجرى خلف البوابات… خلف الأسوار ، ولهذا السبب تحديدا يجب أن يوجد المسرح وأن يستمد قوته من مغالبته ، أي من استراق النظر داخل كل المناطق المحرمة. Bottom of Form

وأشار الفنان محمد صبحي وفي كلمته إلى أن الأمم الحية هي التي يحيا فيها أمواتها ولذلك تهدى الدورة الثالثة لمهرجان آفاق مسرحية للفنان القدير “عبد المنعم مدبولي” ، والأمة الميتة هي من يهمل أحياؤها فلابد أن نحتفى بالمبدعين بشكل يليق بهم .
كما وجه صبحي خلال كلمته ، رسالة يستغيث فيها بوزير الثقافة عبد الواحد النبوي، قائلا إننا في حاجة لإستراتيجية لجميع العاملين بوزارة الثقافة ، للتخلص من كم الفساد الموجود بالوزارة ، مضيفا أنه قدم المئات من الشكاوى لجميع وزراء الثقافة السابقين بداية من فاروق حسني حتى الوزير الأسبق ، حتى ينظروا بعين الرأفة ويسارعوا من أجل إنقاذ المسرح والثقافة المصرية ، ولكن كان ردهم أجمع ، بإلقائها في سلة المهملات.
وناشد محمد صبحي ، عبد الواحد النبوي ، المهموم بالفساد بكل أشكاله بهذه الوزارة ــ كما وصفه ــ أن يسعى جاهدا لحلها وأخذها بعين الاعتبار ، فالثقافة وحدها هي القادرة على بناء الشعوب وتقدمها.
كما ألقي الفنان محمد صبحي كلمة لينين الرملي في المسرح العالمي وجاء فيها : ” المسرح لعبة خرافية. …تماما مثل الحياة! الفرق بين الاثنين أن المسرح أكثر صدقا ، يستطيع أن يلخص حياتنا علي نحو أفضل عندما يكون جيدا ، بينما لا تتغير الحياة ، فمنذ عرفناها ، لا يتوقف فيها القتال وكل أنواع الخديعة ، وهي نفس المعارك التي يخوضها جميع الحيوانات والأسماك والحشرات ، لكن تتوقف هذه المخلوقات عن أكل بعضها البعض ، إذا وجدت الغذاء ، فهي لا تستطيع أن تأكل أكثر من قدرتها علي ملء بطونها ، أما الإنسان فلا يكتفي بإشباع حاجاته التي لا حدود لها ، بل يظل يلهث خلف كلما يستطيع أن تصل إليه يديه ، وكثيرا ما يجد اللذة في القتل وتعذيب الآخرين من جنسه بلا سبب ، إلا شعوره بالقوة الحمقاء ، بينما هناك من الحيوانات ما تنعم بالطعام والسكن والرعاية الصحية بدون أي جهد مقابل تسلية الأقوياء!! ، فإذا شعر الإنسان بقوته ، والأصح بوحشيته ، اتخذ من بقية الناس عبيدا وسبايا .. حتى يموت .. أو يظهر من يذبح ، وكان المنتصر ينشدون له الأناشيد والملاحم لتتغني بانتصاره علي رفاقه في الداخل والخارج .. وذلك رغم معرفته أنه صائر إلي التراب مثله كأضعف المخلوقات . أليس هذا هو الحاصل حتى لحظتنا الحاضرة والقادمة ؟ ”

في الغرب الذي يقال أنه متحضر، سمح الحكام لكتاب الدراما بالنباح من وقت لآخر. في حدود . فلا عجب أن ظهر العبث في أعمالهم وموسيقاهم ولوحاتهم ، أما في الشرق ، فالوقت مازال بعيدا ، فقليلة هي الأعمال التي رصدت هذا الصراع ، أغلبها يدور حول نحن الشرفاء المضطهدين من الأعداء الأشرار ، كأنه لم نكن هناك وقت أن فعلنا فيهم ما يفعلونه معنا ، وكأننا لا نظلم ونقتل بعضنا بأشد مما يفعلونه معنا ، نتجبر علي من يشاركوننا الوطن لأنهم يختلفون عنا في الدين ، أما الذين يشاركوننا فيه ، فنحن أقسي عليهم حين لا يشتركون معنا في المذهب .. والمذاهب عندنا كثيرة .. ومرشحة للزيادة ”

وقد كرم المهرجان هذا العام كل من الفنان عبد الرحمن أبو زهرة ، الفنانة ليلي طاهر ، اسم الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي وتسلمها حفيده عمر.

2015-03-28