#
هل تتشدد مع أطفالك في بداية الدراسة؟.. احذر فقد تكون سببا فى تدمير مستقبلهم العلمي

هل تتشدد مع أطفالك في بداية الدراسة؟.. احذر فقد تكون سببا فى تدمير مستقبلهم العلمي

عتاد أولياء الأمور على توجيه الإرشادات لأبنائهم مع بدء الدراسة بالمدارس، لكن هناك أباء وأمهات يبالغون فى طريقة تعاملهم مع أبنائهم لتصل إلى حد التسلط والاستبداد، ما ينذر بتدمير المستقبل العلمي والاجتماعي لهؤلاء الأبناء.

تقول الدكتورة بسنت فاروق ميهوب، استشاري الصحة النفسية والإرشاد وتعديل السلوك لـ”بوابة الأهرام”، إن استخدام أولياء الأمور الصرامة بشكل مبالغ فيه مع أبنائهم يضر أكثر مما ينفع، مشيرة إلى أن المبالغة فى توجيه وإرشاد الأبناء يجعل بعض أولياء الأمور يصلون إلى حد استعمال القسوة الشديدة، والتى قد تصل إلى حد التسلط والاستبداد، وشعور هؤلاء الأبناء بمشاعر مؤذية نفسيا، وتضر مستقبلهم فى الحياة.

وأضافت الدكتورة بسنت: مع بداية الدراسة على سبيل المثال، يعلن أولياء الأمور عن قائمة طويلة من القيود والمحاذير التى يلزمون بها أبناءهم، دون أن يدرك مثل هؤلاء الآباء والأمهات أنهم يضعون مستقبل أبنائهم العلمي والاجتماعي على المحك، ويهددون أبناءهم بفقدان الكثير من متطلبات تحقيق النجاح فى مختلف مجالات الحياة.
وأشارت استشارى الصحة النفسية إلى أن حرمان الأبناء من تحقيق رغباتهم، ومقابلة كل طلباتهم ومقترحاتهم بالرفض، واستخدام أسلوب اللوم والتعنيف، والعقاب، والتدخل فى كل شئونهم مثل مواعيد النوم والمذاكرة، واختيار ملابسهم، وأصدقائهم، كل هذا يجعل الأبناء يشعرون بأنهم لا يملكون زمام أمورهم، وأن كل أمور حياتهم بيد الأبوين فقط.

وأوضحت الدكتورة بسنت أن مثل هؤلاء الآباء والأمهات يصلون إلى مرحلة ممارسة التسلط والاستبداد على أبنائهم دون أن يشعروا، وأن ممارسة هذا التسلط والاستبداد لا ينبع من كره أو نبذ للأبناء، إنما قد يكون بدافع العشق الذى يجعلهم يعتقدون أن تدخلهم فى كل شئون حياة أبنائهم دون حوار وإقناع، هو بالأساس فى مصلحة الأبناء، مشيرة إلى أن دور أولياء الأمور يكمن بالأساس فى تنشئتهم فى بيئة سليمة، يغلب عليها الحب، والحنان، والدفء العاطفى، والشعور بالأمن والراحة والسكينة، إضافة إلى الاعتياد على الحوار البناء، وتحكيم العقل، وإبداء الرأى، والاستكشاف، والاستفادة من التجارب.

ونوهت استشارى الصحة النفسية إلى أن التدخل فى كل شئون الأبناء دون مراعاة لرغباتهم، وعدم الحوار معهم، وفرض القيود عليهم، يدفع بعض الأبناء إلى ارتكاب سلوكيات مؤذية ومضرة، كما يجعل مستقبلهم غير آمن، حيث تغلب عليهم السلبية.
ويفتقدون الشعور بالمسئولية والثقة بالنفس، كما قد يهربون من مواجهة تحديات الحياة، وربما التمرد والانحراف، بدلا من التعلم والالتزام وتحقيق النجاح، مطالبة أولياء الأمور بإشراك الأبناء فى حوارات هادفة، وبناء عقولهم، والتحدث معهم حول رغباتهم، وتحفيزهم وتشجيعهم على الابتكار والتعلم وتطوير الذات، وحسن الاختيار، وبناء ثقتهم بأنفسهم، وذلك لضمان خلق جيل قادر على مواجهة التحديات وتحمل الأعباء، وتحقيق النجاح العلمي والاجتماعي فى الحياة.

د.بسنت ميهوب

2019-09-22