#
مشيرة خطاب تؤكد أن مصر أرض خصبة للتزاوج بين الثقافة والتكنولوجيا

مشيرة خطاب تؤكد أن مصر أرض خصبة للتزاوج بين الثقافة والتكنولوجيا

أكدت مرشحة مصر لمنصب مدير عام اليونسكو, السفيرة مشيرة خطاب, على التعاون الدولي المتميز والغني بين القاهرة و العديد من البلدان في مجال حفظ و تطوير الاثار.

جاء ذلك في الندوة التي نظمها سفير مصر لدى فرنسا و مندوبها الدائم لدى اليونسكو السفير إيهاب بدوي بمقر المنظمة بباريس تحت عنوان “التكنولوجيا الحديثة تعيد اكتشاف أسرار مصر” و التي حلت عليها كضيف شرف السفيرة مشيرة خطاب بصفتها مرشحة مصرية وعربية وإفريقية لمنصب مدير عام اليونسكو.

وأشارت السفيرة خطاب إلى وجود العديد من المشروعات والمبادرات المبتكرة الجاري تنفيذها حاليا في منطقتي وادي الملوك بالأقصر والأهرامات بالجيزة ومقبرة “توت عنخ آمون” بالتعاون مع عدد من البلدان مثل إيطاليا وروسيا وسويسرا وإسبانيا, بغية إتاحة الفرصة للجميع للاطلاع على الآثار والثروات والاستفادة منها والتفاعل معها. واعتبرت خطاب أن الثروة الأثرية في مصر تشكل أرضا خصبة لتحقيق التزاوج بين الثقافة الأصيلة و التكنولوجيا الحديثة, مؤكدة أن هذه المشروعات هي تجسيد لعالمية التراث الإنساني و التعاون الاستثنائي بين علماء و متخصصين جاءوا من جميع أنحاء العالم لصيانة التراث من خلال الاستغلال الأمثل للعلم و المعرفة.

وأشادت السفير مشيرة خطاب -في كلمتها التي ألقتها باللغة الفرنسية- بالمركز الذي تم افتتاحه مؤخرا في مدينة الأقصر لتدريب الكوادر المحلية على تكنولوجيا المسح ثلاثي الأبعاد والتصوير الفوتوغرافي المركب التي تستخدم في استنساخ المقابر الفرعونية.

ووصفت تلك الخطوة بالمهمة جدا نظرا لمردودها الإيجابي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي, معربة عن أملها في تعميمها في البلدان التي بحاجة إليها.

ونوهت مرشحة مصر لليونسكو إلى أهمية التعليم والمعرفة لحماية الإنسانية, وإلى المآسي التي شهدتها المواقع الأثرية في باميان (أفغانستان) و تدمر (سوريا) و نمرود (العراق), مشددة على الدور الذي تلعبه اليونسكو اليوم لحماية الآثار أكثر من أي وقت مضى.

وعبرت السفيرة مشيرة خطاب, التي اعتمدها رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي مرشحة لإفريقيا لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو في قمتهم بكيحالي في يوليو 2016, عن فخرها بأن تكون مرشحة مصر ذات الانتماءات العربية والإفريقية والمتوسطية وبأن تكون ممثلة للإنسانية التي تعبر عنها هذه الآثار.

وكان السفير إيهاب بدوي سفير مصر بباريس ومندوبها الدائم باليونسكو قد افتتح الندوة التي تمحورت حول دور التكنولوجيات الجديدة في نشر و صيانة التراث وتحدث خلالها البروفسور نيكولا جريمال, عالم المصريات الفرنسي والدكتور ياسر الشايب الاستاذ بكلية الهندسة بجامعة القاهرة.

و ركزت مداخلة دكتور الشايب على استغلال تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في الاثار و التوثيق الأثري و كيفية استخدام الخرائط الاثرية و كذلك على الدراسات الهندسية للآثار و تكنولوجيا الواقع الافتراضي لزيارة الأماكن الاثرية.

و تطرق الشايب الى مشروعات يتم إنجازها حاليا في مصر و منها استكشاف الأهرامات و أسرارها من خلال
الأشعة الكونية و الأشعة تحت الحمراء و المسح بالليزر.

من جانبه, قال عالم المصريات الفرنسي نيكولا جريمال ان التكنولوجيات الجديدة لا تستخدم فقط في إقامة احتفالات كبرى بل يمكن استغلالها لتحصيل المعارف و نشرها, مشيرا الى التعاون القائم في مجال الاثار بين العديد من البلدان عن طريق الانترنت لتطوير مشروعات منخفضة التكلفة و نقل التكنولوجيا للبلدان التي بحاجة لها.

وأكد جريمال أهمية تبادل المعلومات والأبحاث بفضل التكنولوجيا الرقمية, وكذلك اسخدام التقنيات الحديثة لتقليص المدة الزمنية لعمليات التنقيب عن الآثار في مراحلها المتخلفة.

وأشار إلى الإشكاليات المالية وغيرها التي تواجه البلدان لحفظ و صيانة الآثار, وإلى دور التكنولوجيات الحديثة في رصد الآثار الأكثر احتياجا للصيانة.

ولفت عالم المصريات, والمدير السابق للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة, إلى ضرورة الحفاظ على الآثار وجعلها فخرا للشعوب, لتتحدد على أساسها الهوية, بهدف القضاء على التطرف الذي يحرض على تدمير الآثار.

وشهدت الندوة حضورا واسعا من العديد من الوفود الدائمة لدى المنظمة و خاصة العربية والإفريقية والغربية بجانب المسؤولين باليونسكو بما في ذلك رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة, فضلا عن مشاركة ممثلي العديد من الجمعيات و الجهات الفرنسية الثقافية و الجامعية.

أ ش أ

2017-02-23