#
مؤرخ اسرائيلي بريطاني: على إسرائيل الاعتراف بأخطائها وإزالة “صفة الإرهاب” عن حماس

مؤرخ اسرائيلي بريطاني: على إسرائيل الاعتراف بأخطائها وإزالة “صفة الإرهاب” عن حماس

أ ش أ

دعا المؤرخ الاسرائيلي البريطاني آفي شليم ، إسرائيل إلى الاعتراف بأخطائها والحرص على احتضان حكومة الوحدة الفلسطينية لضمان أمنها، مع إزالة “صفة الإرهاب” عن حركة حماس..محذرة من اشتعال التوترات جراء ضم مزيد من الأراضي الفلسطينية.

واستنكر البروفيسور شليم الاستاذ بجامعة اوكسفورد البريطانية المرموقة في مستهل مقال نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة الجارديان البريطانية اليوم الإثنين- اعتياد إسرائيل، باسم الأمن، على تبرير تصرفاتها غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بيد أنه شدد على أن إنكار أي امن للجانب الآخر ليس من شأنه سوى اطالة أمد الصراع.

ورصد الكاتب قرار الحكومة الإسرائيلية، عقب خمسة أيام من التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع حماس لإنهاء جولة من الصراع في غزة، بضم 988 فدانا من أراضي الضفة الغربية لانشاء مستوطنة يهودية غير شرعية جديدة، مشيرا إلى أنها تعد أكبر مساحة من الأراضي التي تضمها إسرائيل خلال ثلاثة عقود.

واستشهد في هذا الصدد بقول تسيبي ليفني وزيرة العدل الإسرائيلية “إن قرار ضم الأراضي يضعف موقف إسرائيل ويهدد أمنها”..منبها إلى أن ذلك يثبت اعتزام قادة إسرائيل الحيلولة دون التوصل إلى “حل الدولتين” بغية إنهاء الصراع.

كما تطرق البروفيسور شليم الى الخسائر التي تكبدتها إسرائيل جراء إقدامها على شن حرب برية في غزة “الجرف الصامد”, والتي أسفرت عن مقتل 66 جنديا وستة مدنيين إسرائيليين..متهكما بقوله “ماذا كسبت إسرائيل جراء إطلاق العنان لقوة النيران القاتلة ضد السكان المحاصرين في هذا القطاع الساحلي الصغير!!.. لا شيء تقريبا”.

ولفت إلى إعلان كل من حماس وإسرائيل، الانتصار في الحرب التي استمرت 50 يوما، ولكن نتنياهو بدا أجوفا نوعا ما، مدعيا أنه حقق إنجازا عسكريا ودبلوماسيا كبيرا لدولة إسرائيل وهو تقييم لايكاد يشاركه فيه أحد حيث اتهمه الجمهور الإسرائيلي ووسائل الإعلام والمعارضة وشركائه في الائتلاف، بقبول وقف إطلاق النار عقب فشله في تحقيق أي من أهداف إسرائيل. فيما انخفضت شعبية نتنياهو من 85 في بداية العملية العسكرية إلى 38 بعدها.

ودعا الكاتب إسرائيل الى أن تعترف أولا وقبل كل شيء بأخطائها وان تتوقف عن صب الزيت على النار، وأن تنهي حملتها الشعواء لتشويه صورة شعب غزة. وأن ترفع “صفة الإرهاب” عن حماس..ذلك السلاح القوي الذي استخدمته إسرائيل في الحرب الدعائية ولكن بلا جدوى في السعي من أجل السلام.

ونبه البروفيسور شليم الى أن “حماس مدانة حقا بالارهاب ولكنها أيضا لاعب سياسي مشروع، بعد أن فازت في انتخابات حرة ونزيهة في عام 2006، فحماس ليست حركة جهادية ولكن منظمة محلية لها قيادة سياسية واقعية وأهداف محدودة.

وأوضح أن على إسرائيل أيضا نقل المواجهة مع حماس من ساحة المعركة إلى طاولة المفاوضات.. ففي 2 يونيو توصلت حماس وفتح إلى اتفاق وشكلتا حكومة وحدة وطنية من التكنوقراط دون وجود عضو واحد تابع لحماس..متهمة نتنياهو بسعيه الحثيث وراء تعطيل حكومة الوحدة الوطنية، مستمرا في سياسة “فرق تسد”.

واختتم البروفيسور شليم مقاله بالتشديد على أن هناك “حاجة ماسة لتبني سياسة جديدة أكثر بنائية، الا أنه من غير المستبعد أن يكون بمقدور السياسيين الإسرائيليين الإقدام على أي من التحركات المقترحة دون ضغط خارجي قوي. وهنا يأتي دور المجتمع الدولي الذي يجب أن يبدأ في مساءلة إسرائيل بطريقة فشل فيها حتى الان فشلا مشينا.”

2014-09-08