#
في ذكرى رحيله.. أحمد زكي.. النمر الأسود لعب بـ “البيضة والحجر” ووقف “ضد الحكومة” واختتم بـ”حليم”

في ذكرى رحيله.. أحمد زكي.. النمر الأسود لعب بـ “البيضة والحجر” ووقف “ضد الحكومة” واختتم بـ”حليم”

بدأ من “هالو شلبي” وبعد تخرجه فى معهد الفنون لمع في “مدرسة المشاغبين” و”العيال كبرت”.. جسد العديد من الشخصيات المهمة التي أثرت في الحياة المصرية والعربية، ومنها فيلم ” ناصر 56″ الذي جسد به شخصية الزعيم “جمال عبدالناصر”، وفيلم “أيام السادات”، واختتم حياته الفنية بفيلم “حليم”، قصة حياة العندليب عبد الحليم حافظ.

عندما نتحدث عن الفنان الراحل أحمد زكي الذي نحتفي اليوم بالذكرى العاشرة لرحيله فإننا نتحدث عن حالة نادرة في السينما المصرية، استطاع بجد واقتدار خلال مشواره الفني أن يقنعك بأنه “البيه البواب”، والدجال، والزعيم، والعندليب، والبطل، والصحفي، والتُربي، والفلاح الساذج.. وشخصيات أخرى، لعبها بشكل جعله فنانًا شاملًا مرنًا متمكنًا من تجسيد كل الأدوار.

وأحمد زكي الذي ولد 18 نوفمبر عام 1949م في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، هو الابن الوحيد لأبيه الذي توفى بعد ولادته فتزوجت أمه بعد وفاة زوجها وتربى مع جده، تخرج في قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1973م بتقدير امتياز.

وعلى الرغم من بداياته في المسرح وتميزه في التليفزيون من خلال “الأيام” الذي جسد من خلاله قصة حياة الأديب الكبير طه حسين، والمسلسل الدرامي الاستعراضي “هو وهي” مع السندريلا سعاد حسني، فإن السينما حظيت بنصيب الأسد في مشواره الفني.

تزوج الفنان “أحمد زكي” مرة واحدة فقط، كانت من الفنانة الراحلة “هالة فؤاد”، وأنجب منها ابنه الوحيد “هيثم” الذي اتجه أيضًا إلى التمثيل، واستكمل دور والده في فيلم “حليم” عقب رحيله.

ومن أبرز أعماله السينمائية: “أبناء الصمت” – “شفيقة ومتولي” – “الباطنية” – “عيون لا تنام” – “الراقصة والطبال” – “النمر الأسود” – “الحب فوق هضبة الهرم”- “البيه البواب” – “زوجة رجل مهم” – “ضد الحكومة” – “كابوريا” – “أيام السادات” – “نزوة” – “استاكوزا”- “مستر كاراتيه”- بينما كان فيلم “حليم” هو آخر أفلام الراحل أحمد زكي، الذي قام بتمثيله أثناء فترة مرضه الشديدة.

تعددت ثنائيات الفنان أحمد زكي مع نجمات السينما، وقد كان لسعاد حسني نصيب الأسد فيها، تلتها يسرا، ورغدة، كما شاركته نبيلة عبيد، وشيرين سيف النصر، وشيرين رضا، وصفية العمري، وميرفت أمين، ونادية الجندي، في بطولة العديد من الأفلام التي قام ببطولتها.

ويعتبر الفنان أحمد زكي من الفنانين القلائل الذين يرفضون أن يقوم “الدوبلير” بالتمثيل مكانه في الأدوار الخطرة، ويقول إنه في فيلم “عيون لا تنام” حمل أنبوبة غاز مشتعلة، وألقى بنفسه من سيارة مسرعة في فيلم “طائر على الطريق”، وأكل علقة ساخنة حقيقية في فيلم “العوامة 70”.

ويعتقد أحمد زكي بأن عدم استخدام البديل يعطي الفنان قدرة وتدريبًا أكثر، وقد حمله هذا الاعتقاد على أن ينام في ثلاجة الموتى بعد أن أسلم نفسه للماكيير الذي كسا أو دهن وجهه بزرقة الموت والجروح الدامية، كما اقتضى دوره في “فيلم موعد على العشاء”.

وقد بقى في الثلاجة إلى أن دخلت عليه بطلة الفيلم سعاد حسني لتكشف عن وجهه وتتعرف عليه بعد أن صدمه زوجها السابق بسيارته. وقد أعيد تصوير المشهد، الذي استلزم إقفال الثلاجة على أحمد زكي، عدة مرات حتى تأتي اللقطة التي لا تستغرق أكثر من بضع ثوانٍ من وقت الفيلم، مقنعة للمتفرج. يقول عن تجربته داخل الثلاجة: أحسست بأن أعصابي كلها تنسحب وكأنما توقفت دقات قلبي، وأنا أحاول تمثيل لقطة الموت.. وقد ضغطت على قدمي بشدة لأنبه أعصابي وأنذرها.

وفي فيلم “طائر على الطريق” أصر على تعلم السباحة، عندما طلب منه المخرج محمد خان أن يستعين بالبديل في مشهد السباحة، باعتباره لا يعرف السباحة، خصوصًا عندما علم منه بأن التصوير سيبدأ بعد شهر ونصف. فقد اختفى حوالي أسبوعين، وعندما عاد قال لمحمد خان مازحًا : تحب أعدي المانش !! فرد عليه : إزاي ؟ قال : أنا عازمك على الغداء بجوار حمام السباحة بالنادي الأهلي. وأثناء جلوسهما هناك، ذهب أحمد زكي إلى غرفة الملابس، وارتدى المايوه.. ثم حيا المخرج خان.. وقفز في حمام السباحة وقام بعبوره عدة مرات بحركات فنية. وعندما خرج من الماء قال لمحمد خان : لقد ظللت أتدرب هنا 15 يومًا على يد المدرب.

وتعامل أحمد زكي مع أبرز مخرجى السينما المصرية، وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة من أمثال عاطف الطيب في “البريء” و”الهروب”، ومحمد خان في “موعد على العشاء”، “العوامة”، “أيام السادات” وداود عبد السيد في “أرض الخوف””، واختاره يوسف شاهين لفيلم “إسكندرية… ليه؟”وشريف عرفة في “اضحك الصورة تطلع حلوة” و”أيام السادات” وتعامل أيضًا مع إيناس الدغيدى في “امرأة واحدة لا تكفي”.

نال الفنان “أحمد زكي” العديد من الجوائز والتكريمات خلال مشواره الفني، حيث حصل علي جائزة مهرجان الإسكندرية عن فيلم “امرأة واحدة لا تكفي” عام 1989م، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم “كابوريا” 1990م، كما حصل على جائزة أحسن ممثل عن فيلم “أيام السادات” عام 2001م، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم “معالي الوزير” عام 2002م.

كما حصل على وسام الدولة من الطبقة الأولى – منحه الرئيس المصري السابق مبارك – كنوع من التكريم عن أدائه في فيلم “أيام السادات”، واحتكاره جوائز أفضل ممثل مصري عدة أعوام متلاحقة.

وفي 27 مارس 2005م توفي الفنان “أحمد زكي” إثر صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، حيث دخل المستشفى في حالة صحية حرجة نتيجة لمضاعفات الورم السرطاني في صدره وانتشاره إلى الكبد والغدد اللمفاوية في البطن، وتم تشييع جثمانه إلى مقبرته بمدينة السادس من أكتوبر التي أشرف بنفسه على بنائها.

2015-03-27