#
روسيا تكتنز المزيد من الذهب وتبيع سندات الخزانة الأمريكية

روسيا تكتنز المزيد من الذهب وتبيع سندات الخزانة الأمريكية

على خلاف التوقعات قبل بضعة أشهر، حينما راهن تجار الذهب على ان العقوبات الاقتصادية الدولية ستدفع روسيا لبيع الكثير من احتياطيات الذهب ، كشفت أحدث البيانات الصادرة عن تداول الذهب عالميا ، ان روسيا تسعى حثيثا لشراء المزيد من الذهب و بمعدلات اكبر مما كانت عليه منذ أيام الاتحاد السوفيتي.

و يبدو ان شراء المزيد من الذهب ، كان استراتيجية ذكية ، ساعد على استقرار عملتها” الروبل” التى شهدت الاشهر الماضية ترنحا كبيرا ، بل سيكون اكثر فائدة إذا كانت الصين حقا تخطط لإنشاء العملة ” السوبر” المدعومة بالذهب، كما يتكهن البعض.

كما كشفت ارقام التداولات بالبورصات العالمية ، قيام روسيا ببيع المزيد من سندات الخزانة الامريكية ، و هو ما اعتبره البعض اضافة لاتجاهات شراء المزيد من الذهب خطة روسية مشتركة مع الصين لتقويض الدولار الأمريكي. و يقول” لوريناس فيجاس Laurynas Vegys “ محلل البيانات فى مركز ابحاث Casey Research analyst ” إن الرسالة واضحة ، و تفريغ الخزانات الروسية و استبدالها بالذهب، يعنى ان روسيا تبذل كل ما فى وسعها و تراهن على المعدن الاصفر مقابل الدولار الأمريكي”.

و قد دفع شراء موسكو للذهب بكميات قياسية، تساءل الخبراء حول إذا كان الذهب هو سلاح المالي الجيوسياسي الروسى الذى سيحقق مطامح الرئيس بوتن باستعادة قوة الاقتصاد الروسى الذى تاثر بشدة نتيجة العقوبات الدولية فى اعقاب ازمة اوكرانيا ، فقد تقلصت احتياطيات روسيا من العملات لتصل الى 100 مليار دولار ، و مع استمرار حالة ركود الاقتصاد ، والضغط الموضوع على أكبر صادراتها وهو النفط و الغاز ، تاثرت قوة الروبل امام العملات الاخرى ، و يبدو ان الرئيس بوتن يسعى لاستعادة فورة و قوة الاقتصاد بشراء مزيد من الذهب و التخلص من السندات الامريكية و هو ما اعتبره البعض تسلحا ماليا فى مواجهه الغرب و ضغوطه .

و قد بدات روسيا فى مضاعفة ملكيتها من الذهب بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2005 ، ووفقا للمحلل العالمي “مايكل لومباردي Michael Lombardi” تنكنت روسيا بين الربع الأول من عام 2009 والربع الثالث من عام 2014، من رفع احتياطياتها من الذهب 116 % ، من 531.87 طن إلى 1.149.80 طن .. و قد نشر البنك المركزي للاتحاد الروسي (CBR) تقريره للأصول الاحتياطية الرسمية التي أشارت الى انه تم اضافة 30.5 طن من الذهب (981500 أوقية) لاحتياطياتها فى شهر مارس 2015 وحده، و هو ما يعد عملية شراء ضخمة وهي الأكبر منذ سبتمبر من العام الماضي، وبلغت قيمه هذه العملية نحو 1.15 مليار دولار.

و يظهر الرسم البياني أن روسيا عادت إلى شراء الذهب بعد فترة هدوء في شهري يناير وفبراير، وذلك ربما يرجع إلى ارتفاع أسعار الذهب ، و هو ما استغلته موسكو لبيع بعض من الذهب ، فوفقا لارقام (مجلس الذهب العالمي)، باعت روسيا أقل من نصف طن من الذهب في يناير مقارنة مع 30 طن اشترتها فى مارس . وحسب آخر التقارير، فان احتياطيات الذهب في البلاد تقدر بنحو 1,238 طن أو 39.8 مليون أوقية، وهو ما يتعدى قيمته 50 مليار دولار ، ويجعلها خامس أكبر مالك للذهب في العالم.

و وفقا لمجلس الذهب العالمى ، هناك حوالي 160،000 طن من الذهب يتم تداولها بالعالم ، مع حوالي 2600 طن جديدة تستخرج كل عام سنة ، و تعد الولايات المتحدة الأمريكية هى اكبر مالك للذهب فى العالم بما يعادل 8،133.5 طن من المعدن الاصفر المصقول ، و لكن الحقيقة ان المخزون الامريكى قد تضائل كثيرا عن فترة خمسينيات القرن العشرين حيث كان مجموع مالديها يقدر بنحو 20 الف طن و لكن مع الاضطرار لبيع جزء من هذه الاحتياطيات سنويا اصبح رصيدها الدائم تحت سقف 10 الاف طن الى ان وصل للرقم الحالى .

و تعد ألمانيا وهي اكبر اقتصاد اوربى ، ثاني أكبر مكتنز للذهب حيث يبلغ مالديها نحو 3.384.2 طن وهو ما يمثل نحو 68.4 %من احتياطيات النقد الأجنبي لديها ، و تاتى ايطاليا بالمركز الثالث بما يعادل 2.451.8 طن من المعدن الأصفر، ثم فرنسا وهى رابع أكبر مكتنز للذهب بمقدار يبلغ 2.435.4 طن ، بينما تراجعت الصين خلف روسيا نتيجة مشترواتها الاخيرة من الذهب في محاولة لتنويع اقتصادها بعيدا عن الدولار واليورو .. و تملك الصين نحو 1.054 طن ذهب ، و تليها سويسرا بنحو 1.040 طن ذهب.

المصدر: وكالات

2015-05-01