#
بوشكين المصري .. يضع قواعد للعامية المصرية بالروسية

بوشكين المصري .. يضع قواعد للعامية المصرية بالروسية

لا شك أن اللهجة العامية المصرية من أصعب اللهجات المتواجدة حول العالم ولكن المثير في هذا الأمر أن تتحول هذه اللهجة

وتترجم إلى أصعب لغات العالم وهي اللغة الروسية، حيث أقدم الدكتور عمرو عيسى إبراهيم على تقديم تجربة فريدة من نوعها،

ووضع بصمته في تخصصه “اللغة الروسية”، وقام بإصدار سلسلة من الكتب العلمية والمقالات والتراجم والمؤلفات في قواع

د اللغة الروسية للمصرين وقاموس للموضوعات والمحادثات والامثلة الشعبية باللغة الروسية للدارسين المصرين.

تمكن الدكتور عمرو عيسى ابن كلية الألسن وقسم اللغة الروسية، وهو أستاذا للغة الروسية للدارسين المصرين وأستاذا للغة

العربية لغير الناطقين بها، من تقديم مادة علمية كان الروس فى حاجة ماسة لها وهى قواعد للهجة العامية المصرية “نحوا وصرفا”

وهذا هو الجديد الذى قدمه لهم عمرو عيسى فالجالية الروسية التى تعيش في مصر تتعدى 50 ألف روسي ولعدة أسباب وظروف

اجتماعية وسياسية واقتصادية كان لهم حاجة ملحة في كتاب تعليمي يعلمهم اللهجة المصرية ويفك طلاسم و أسرار تلك اللهجة.

وقال عيسى في تصريحات خاصة لـ “أنباء روسيا” والذي يلقبه البعض بـ”بوشكين المصري”، أنه على الرغم من أن كثير من هؤلاء

الروس يدرسون ويُجدون اللغة العربية الفصحى إلا أنهم يشعرون بالإحباط بعد الدراسة بسبب عدم تمكنهم من الفهم والتواصل مع المصريين

باللهجة العامية المصرية، فبنى لهم معهد تعليمى بالغردقة وتعلم على يده ما يقرب من ألف روسي فى خلال العشر سنين السابقة.

ونشرت صحيفة “كومسولوسكايا برافدا” الروسية في مصر والتي تصدر للجالية الروسية عدة مقالات دورية باللهجة العامية المصرية

مترجمة باللغة الروسية، وفى عام 2015 أصدر كتابه المتخصص فى قواعد اللهجة العامية المصرية، والجديد في هذا الكتاب أنه تناول

مسائل لطالما كانت شائكة لدى العديد من النحوين وأهل اللغة وهو مسائل “النحو والصرف” للهجة العامية وذلك لتخوف البعض من

إهمال اللغة العربية الفصحى.

وأشار “بوشكين المصري” إلى أن المسألة هنا مختلفة فاللهجات أحد مباحث اللغة العربية الفصحى ولها لجنة خاصة بها في

“مجمع اللغة العربية” تحت اسم “لجنة اللهجات والبحوث اللغوية” ويهتم المجمع بدراستها لخدمة بعض الأغراض المجتمعية

وأهم تلك الأغراض هو تعلم ودراسة غير الناطقين بالعربية لإحدى اللهجات بعد إتقان قواعد اللغة العربية الفصحى للإتاحة للمستشرقين

والدارسين فى التعرف على الأدب والشعر والنثر المكتوب باللهجات المختلفة والتعرف على عادات وتقاليد بعض الشعوب التى تتحدث

ببعض اللهجات الخاصة بها، وعلى الرغم من أن تلك اللهجات وليدة الفصحى إلا أنها تختلف بسبب بعض التراكيب والإنحرافات اللغوية

لتبدو وكأنها لغة مستقلة بذاتها يصعب عليهم إسيعابها بدون دراسة وتعليم. وكانت المشكلة الكبرى التى واجهت الكاتب هى كيفية أرساء

قواعد ثابتة للنحو والصرف يستطيع الأجنبى من خلالها تكوين جملة سليمة.

وأضاف عيسى أن اللهجة العامية المصرية خالية من الأخطاء، حيث أنه بعد أكثر من عشر سنوات من الدراسة والتدقيق والإطلاع على

المحاولات السابقة من قبل بعض الأجانب استطاع الكاتب إرساء قواعد ثابتة للنحو والصرف وقواعد القراءة والكتابة والإملاء فى دراسة

أكاديمية معاصرة باللغة الروسية يبين لهم فيها تفصيلاً أجزاء الكلام المختلفة، الاسم والحرف والفعل وصيغه وأزمنته المختلفة، المضارع

والماضى والأمر واسم الفاعل وطرق تكوينه واستخداماته في اللهجة العامية المصرية، واسم المفعول وتكوينه واستخدامه وقاموس خاص

بأكثر الأفعال والروابط وحروف الجر استخداما، والصفات وكيفية تكونها واستخداماتها والعديد من المسائل اللغوية الخاصة باللهجة العامية

المصرية التى لطالما ظن الكثير من المصرين أنفسهم أنها مجرد لهجة نتحدثها وليست لها قواعد ثابتة.

وبعد ذلك فى عام 2016 أصدر لهم الكاتب قاموسا فى الموضوعات والمحادثات والأمثلة الشعبية المصرية باللغة الروسية.

وقد رحبت بعض الجامعات الأهلية بفكرة ترجمة الكتاب من اللغة الروسية للغة الإنجليزية والفرنسية، فهذه النماذج من الكُتّاب المصرين

المبدعين يجب الإشادة بها لتحفيز الشباب على التجديد والإبتكار كلّ في مجاله وأن يكون فاعلا فى مكانه مؤثرًا فيه وأن يحاول كل منهم

أن يضع بصمته ويرسم لوحته بيده التى تُخلد اسمه ويصفق له الجمهور عليها فيما بعد.

المصدر: وكالات

2017-01-22